اللجنة التأسيسية للمجلس الشبابي الشركسي الاردني
في قلب عمان بين الدوارين الرابع والخامس رفعت لافتة كبيرة كتب عليها " دارة عائلات شراكسة عمان " توقفنا انا وصديقي الذي كان يقود سيارته فلم نسمع بهذه الدارة من قبل فكان علينا الاستفسار فاستدار نحو تلك الدارة لنجد صديق اربعيني قدم لنا شرحا موجزا عن هذه الدارة واهدافها .
قال صديقنا الاربعيني ان هذه الدراة اقيمت للمناسبات خاصة الاتراح فهنالك بعض العائلات في منطقة عمان لا تتسع بيوتها لاقامة مناسبات الاتراح او حتى انشاء سرادق للعزاء ففكرنا باقامة هذه الدارة لخدمة هذه العائلات وقمنا باستئجارها بمساهمة مئات العائلات الشركسية التي تقطن عمان .
واضاف الاربعيني ان هذه الدارة هي مجرد ديوان للعائلات وليست مؤسسة وانها تحت تصرف الجميع . قلنا له الفكرة جميلة من الناحية الاجتماعية ولكن كان لا بد لنا ان نسألك وما هي الابعاد السياسية لهذه الدارة او الديوان ؟؟؟ اجابنا نعم هنالك ابعاد سياسية ، فكما تعلمون هنالك من ينكر وجود عائلات شركسية في منطقة جذر عمان وهذه الدارة خير رد على ذلك ، اعجبتنا فكرة الصديق وما رمى اليه هو الصواب بعينه. ثم سالنا الصديق وهل واجهتم صعوبة باقناع الشراكسة بانشاء هذه الدارة ؟ قال لا فكما قلت لكم فانها ديوان للعائلات وليست مؤسسة شركسية جديدة وانها مجرد مكان متاح للجميع ويمتاز بالبساطة وكما تعلمون فانه اصبح لكل عشيرة او عائلة ديوان خاص بها ونحن لسنا اقل من احد .
قلنا لصديقنا هل لك ان تأخذنا بجولة في ارجاء المكان فرحب على الفور ، كانت الدراة تفوح منها اصالة الشراكسة وعراقة تاريخهم في الاردن حيث تزينت بصور الرعيل الاول من شراكسة عمان ومن شخصياتها كما تضمنت صورا للمدرج الروماني وعربات الشراكسة وسيل عمان وغيرها .
وفي الباحة الخارجية كانت هنالك ادوات ربما استخدمها الشراكسة في الزراعة وفي ركن من القاعة التي حملت اسم " سعيد المفتي " تزين صدر الحائط بصور الحرس الشركسي مع الملك المؤسس والملك الباني الحسين والملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه . ولفت انتباهنا جدار صمم بطريقة تحاكي منازل الشراكسة الطينية التي شيدوها عند قدومهم الى بلاد الشام في منتصف القرن التاسع عشر . لم يكتفي صديقنا بذلك فاصطحبنا الى قاعة اخرى حملت اسم " ميرزا باشا وصفي " احتوت على عدد من الكتب والتسجيلات القديمة وغيرها اضافة الى جهاز اسقاط عرض على الحائط فلما تسجيليا عن وجود الشركس في عمان والاردن بشكل عام وغيرها من امور توثق لوجود الشراكسة في عمان .
انتهت جولتنا في الدراة او الديوان وكان لابد من الاستفسار من صديقنا عن بعض الامور . لم ينتظر صديقنا توجيه الاسئلة وقال العائلات العمانية اصبحت تقيم مناسباتها في الديوان وتستقبل ضيوفها مقابل اجور رمزية كما تقدم كل عائلة رسوما بدل الايجار والخدمات وحتى ان العائلات المتناثرة في منطقة عمان اصبحت تستقبل الوفود الانتخابية سواء للمؤسسات الشركسية او الانتخابات النيابية او البلدية هنا مما يوفر على كل عائلة عبء الاستضافة لوحدها كما يسهل على الضيوف . ادركنا الوقت وكان لابد ان نغادر المكان للحاق باجتماع هام في مبنى الجمعية الخيرية الشركسية المركز لوضع اخر اللمسات على القائمة التوافقية التي ستخوض الانتخابات المقبلة ولكن للحق نقول لا نعلم بأي عام نحن . خلال مسيرنا الى الاجتماع قلت لرفيقي ان هذه الدارة بموقعها في قلب عمان ستوصل رسالة مفادها ان الشراكسة مكون اصيل في هذا البلد الامن جذورهم ثابتة في قلب عمان وفروعهم تظلل مملكتنا الحبيبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق