
(الحلقة الثالثة عشرة)
قبل سنوات طويلة اثناء عملي بمؤسسة الاذاعة والتلفزيون قال لي المخرج عصام مهيار وهو خريج الولايات المتحدة ان افضل عدد لحلقات سلسلة تلفزيونية هو 13 ... ما زلت الى الان اطبق هذه المقولة وان كانت تقليدية بحسب البعض . حتى انني من المغرمين بهذا الرقم فترميز سيارتي منذ 10 سنوات هو 13 ويتنقل معي من سيارة الى اخرى وقبل فترة اضطررت الى تجميد رقم هاتفي الخاص فكانت الصدفة ان حصلت على رقم جديد ينتهي برقمي المفضل ......
وللارقام قصة في حياتنا ربما يوما ساتحدث عنها الى جانب ما اتقنه قليلا من مهـــارات ( الباراسيكولوجي ) ।
اقامت الجمعية الشركسية مطلع العام 2010 حفل استقبال للوزراء والنواب الشراكسة والشيشان والح علي يومها صديقي ابراهيم الربضي وهو مديري سابقا في الوكالة وصحفي ومؤسس القسم الفرنسي في التلفزيون قبل سنوات طويلة كما عمل مذيعا لمدة طويلة في التلفزيون ، توجهنا انا وابو شارلي الى دار الجمعية وكانت الدنيا تمطر واضطررت يومها ان ارتدي بدلة وهو الشيئ الذي امقته ولكن بكل تأكيد اهملت ربطة العنق كي لا امنع الدم من التدفق الى رأسي .
كان حفل الاستقبال عاديا جدا وقمت بمعية ابراهيم بتبادل التهاني مع المتواجدين حيث يمتلك ابراهيم علاقات جيدة مع عدد كبير من ابناء الشراكسة ويومها ايقنت ان عودتي ازفت الى المجتمع الشركسي الضيق لاسباب خاصة واجندة عامة علي ان ابدأ بتنفيذها ولكنني من اشد المؤمنين بفضيلة الصبر وكما يقول المثل الانجليزي " ببطئ ولكن بثقة " .
انتهى الحفل واذكر انني كنت انذاك ما زلت امارس تجارة السيارات حيث انني كنت امتلك والملك لله مكتبا لتجارة السيارات لم يعد موجودا الان بسبب مغادرة شريكي عالمنا الى مثواه الاخير .
في شهر سبتمبر من عام 2009 اذكر ان شريكنا المرحوم ابا مجدي اتصل معي وكنت يومها اجلس في منزلي وقال لي " الحقني " وفعلا ذهبت اليه فوجدته يتعرق بشدة وعلى الفور ايقنت انها ذبحة صدرية ونقلته بسيارتي الى المستشفى لانقاذ حياته حتى قبل الاتصال باهله .
ما اصعبها من دقائق مرت وكانها اعواما حيث كنت اتحدث اليه طوال الوقت كي لا يفقد الوعي ولكنني كنت ادعو الله ان اصل به الى غرفة الطوارئ قبل ان يصله ملاك الموت وعاش بعدها عدة شهور وفارق الحياة يوم 15 تموز 2010 ، رحمه الله وبعدها قمنا ببيع المكتب حيث لا امتلك الوقت لادارته كما كان يفعل ابا مجدي .
بدأت كما تحدثت في الحلقات السابقة بمعاينة مجتمعنا الشركسي الذي ابتعدت عنه فترة طويلة فكنت متلامسا معه ولكن ليس متورطا حتى ذقني بقضاياه وانطلقت الرحلة لا بل الغوص في اعماق المجتمع الذي انتمي اليه وفعلا خلال فترة قصيرة تمكنت من حجز موقع في الصفوف المتقدمة كمراقب وربما في وقت قادم كلاعب رئيسي ، وان كان البعض لا يحبذ ذلك ولكنه الامر الواقع والقدر اولا واخيرا .
لن اتحدث الان عن انتخابات الجمعية و سأترك ذلك عند البدء في السلسلة الجديدة ، لايماني ان انتخابات الجمعية الماضية ستكون نقطة تحول في اعادة بناء النظام الاجتماعي لعشيرتنا فجاءت كليلة شتاء ثقيلة كشفت عيوبا كثيرة فكشفت الانتخابات سلبيات عديدة على الجميع ان يتحمل مسؤوليتها .
لا يمكن ان تترك الامور هكذا فانا لست من المؤمنين بنظرية الفوضى الخلاقة ( كايوس ) فالنظرية رياضية واسقطت على احداث سياسية واجتماعية ولكنني شخصيا اعتقد ان الفوضى الخلاقة بابعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية مبرمجة مسبقا ولكن تظهر للمشاهد انها ( كايوس ) وكذلك الحال مع نظرية اثر الفراشة الفيزيائية ( بتر فلاي افكت ) التي ايضا استخدمت بابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية .
واقطع حديثي لا قول ان فقط نظرية الفوضى الخلاقة تنطبق على الصديق الرائع اللوكش كما اطلقنا عليه مؤخرا وهو الصديق العزيز خالد لوكاشة الذي ساتحدث عنه لاحقا فهذا يعمل للشركس وليس بمدع وانما يعمل بصدق ولا يخبر احدا ، فاللوكش هو الفوضى الخلاقة المبدعة .
ادعو الجميع الى القراءة في الفيزياء والرياضيات البحتة ربما ذلك سيمكننا من معرفة المنطق الذي يفكر به الغرب ، الفيزياء هي اساس العلوم وارقاها على الاطلاق ولو عاد بي الزمن لدرست الفيزياء بدلا من علم السياسة ، فحتى هذا الجاز الذي تستخدمونه هو فيزياء والتلفون وكل شيئ هو فيزياء والكون هو فيزياء والحياة والموت معادلة فيزيائية ويقول الله سبحانه وتعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر" ولا انكر انني من اشد المتابعين للاعجاز العلمي في القران وامتلك العديد من المقالات التي ربما سأنشرها يوما ان شاء الله .
هناك فجوة بين علم السياسة والسياسة كممارسة في الوطن العربي ، فالسياسة ببساطة يطيب للكثيرين ان يعرفها بفن الممكن وانا اقول ان تجعل الصعب ممكنا ولكن في العالم العربي السياسة كيف تقترب من السلطان ........
يقودني ما سبق للحديث عن حكاية ففي عام 1992 وكنت انذاك طالبا في الجامعة الاردنية وخلال شهر رمضان علمت ان عميد شؤون الطلبة يستدعيني وحقيقة لم اذهب اليه فقلت في نفسي ربما هنالك عقوبة او شكوى ضدي فعمادة شؤون الطلبة لم تكم محضرا للخير ولكن اشتد الطلب حتى جاء احد موظفي العمادة وقادني الى العميد وطوال الطريق افكر بالجرم الذي قد اكون ارتكبته ربما شاهدني احد ادخن في رمضان ... سامحنا الله على جاهليتنا الثانية.
استقبلني العميد الدكتور محمد خريسات بابتسامة وقدم لي كرتا جميلا وقال لي قبل ان افتح فمي لديك دعوة للافطار بمعية جلالة الملك فقد تم اختيار مجموعة من الطلبة المتميزين وانت احدهم ....... واذكر شركسية اخرى حضرت الافطار وهي جانسيت حؤبش ان لم تخني ذاكرتي القوية والحمد لله ولا اعلم اين هي تلك الشركسية واين تعمل ... وفعلا ذهبنا الى الافطار بعدها بيوم ... وتشرفنا بلقاء جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال واذكر انني يومها سالت مستشار جلالته عدنان ابو عودة ان يوضح لي الفرق بين علم السياسة والسياسة من وجهة نظره ، عندها قررت ان استزيد في علم السياسة وبذات الوقت ان اتقن مهارات السياسة كفن وسلوك .
ان اسوأ انواع السياسيين هم علماء السياسة ، هذا تناقض غريب جدا وحتى اليوم لم اتمكن من الوصول الى نظرية حول هذه الفرضية لاثباتها او نفيها فتبقى فرضية ، ربما علماء الاجتماع لهم كل الحق في البحث بهذه الفرضية وسنجد يوما دراسات حول هذا الموضوع ولكن تحتاج الى بحث علمي عميق .
مجتمعنا الشركسي متنوع جدا فنحن نمتلك من الطاقات البشرية الكثير ولكن بعد خبرتي في هذا المجتمع ينقصنا التواصل والربط وحاولت الجمعية في سنوات سابقة من البحث عن الشراكسة من مختلف المهن فشكلت لجنة المعلوماتية ولكن قضت اللجنة نحبها واعتقد ان العمل قد بدأ مجددا في هذه اللجنة بعد توقف سنوات ، لست لاقيم عمل اللجنة او الاليات التي اتبعتها ولكنني اختلف معها كليا .
في احدى الجلسات تحدثت مرة بان الدماء تجمعنا اي القومية الواحدة نعم فهذا صحيح ، فترانا نتجالس ونتحادث ونتناقش ونختلف والارضية التي تجمعنا هي اننا فقط شراكسة ، امر جميل ان نتجاوز القيود الاجتماعية والثقافية الفردية فيما بيننا ولكن علينا ان نفعل شيئا اخر ولكن ما هو ؟؟؟؟؟؟؟
قبل سنوات وتحديدا في عام 2006 نظم صديقي الاستراتيجي باسم خورما متعاونا معي ومع صديقنا مازن بوكة دورات حاضر فيها الدكتور احمد بوران وكانت تعقد في الجمعية ايام الجمع وسبق ان تطرقت لهذه الدورات والان اتناولها من زاوية اخرى ، استطعنا انذاك باستقطاب اعدد كبيرة من المشاركين المتميزين وخلال فترة الاستراحة والضيافة التي كان باسم يتكفل بها شخصيا كنا نتبادل بطاقات التعريف الخاصة بنا وتدور بيننا احاديث وهذا هو الامر المهم ... تعرفنا على مجموعة مميزة وانتهت الدورات وبقي التعاون .
فعند معرفة الشخص المقابل لك ليس فقط بانه شركسيا مثلك والتقارب معه من الناحية المهنية والعملية فانك بهذه اللحظة تصبح لك مصالح مشتركة مع هذا الشخص فالصحفي يلزمه الطبيب والطبيب بحاجة الى المهندس وهكذا ........ فلا بد من تشبيك المصالح بين افراد عشيرتنا وهذه تكون بطريقة ناعمة فكان الهدف غير المعلن من الدورات التشبييك والتواصل والتعارف ...........
قبل فترة تمنيت تشكيل مجموعة تبدا صغيرة للحديث في الشأن الشركسي ولكن بذات الوقت تعمل على التقارب والتواصل وتشبييك المصالح ، كانت تجربتي مع مجلس النارتيين مطلع العام الحالي تهدف الى ذلك ، نجلس ونتعارف ونتحدث في الامر العام ولكن بذات الوقت علينا تشبيك مصالحنا الى حد بعيد ويوما بعد يوم سيزيد كل منا من شبكة علاقاته ومعارفه وكما يقول المثل " الناس للناس " ولي حديث مطول عن مجلس النارتيين لاحقا .
شخصيا تعلمت من السياسة والصحافة ان الخطوة الاولى هي العلاقات وتوسيعها وتنويعها فانا وانتم بحاجة الي بعضن لبعض وبحاجة للاخر ...من الميكانيكي حتى الوزير وابعد من ذلك وعملت على ذلك منذ زمن بعيد ففي يوم ستحتاج هذا الشخص او ذاك وربما من يعرفني جيدا يعلم اليتي في العمل .
هذه الالية يتقنها صديقي نبيل عكاش واقول ان ما يعجبني بنبيل انه لم يوفرني يوما واحيانا اقول للشباب الصغار اذا اتعرفت علي ما توفرني ، فقبل فترة التقيت بصحفيين شراكسة في بداية طريقهم وقلت لهم " ما توفروني " استفيدوا من علاقاتي فانت ان استفدت مني اليوم فانا ساحتاج اليك غدا وان خدمتك ستخدمني يوم الغد ولا داع للحساسية الشركسية والانا الشركسية التي اودت بنا الى غيابة الجب .
اما صديقي العزيز خلدون حينا فهو استاذ كبير في هذا الامر فهو يمتلك شبكة هائلة من العلاقات على جميع المستويات الشركسية وغيرها ولا مثال خير مما نقوم به الان من اعمال سنعلن عنها خلال الايام المقبلة ان شاء الله وسيكون الحدث هذه المرة في العاصمة اللبنانية ، علينا ان نربط مصالحنا معا ولا نكتفي باننا فقط شراكسة ... ببساطة ساضع سؤالا من الاقوى الدائن ام المدين ؟؟؟ اترك لكم الاجابة.
ان الردع التلقيدي الذي تحدثت عنه مسبقا يمكن الاخذ به على المستوى الاجتماعي ، فان تشابكت مصالحنا معا لن نختلف وان اختلفنا حول قضية قومية او وجهة نظر سيكون اختلاف مؤقت وليس موقفا يقود الى قطيعة ، اما ان الاوان لكسر حدتنا الشركسية .
وكخلاصة لما اود ايصاله اعتقد ان الاسس التي يجب ان نبدا في بناء مجتمعنا و نظامنا الشركسي الجديد بناء عليها وننطلق منها هي ما يلي :
الاساس الاول : كلنا شراكسة ولا فرق بيننا من ناحية السكن فان كنت من عمان او من وادي السير او ناعور او غيرذلك فانت شركسي في النهاية ولكن قدر جدك انه عاش هنا او هناك ، كذلك ان كنت من قبائل الابزاخ او القبريدية الخ ... فنحن جميعا شركس وهذه يجب ان تكون من المسلمات غير القابلة للناقش ، يجب ان ننطلق من هذه القاعدة ونسلم ونستسلم لها .
الاساس الثاني : كوننا شراكسة فهذا لا يعني اننا على مستويات اجتماعية وثقافية واحدة فعلى الصعيد الفردي والعائلي هنالك فروقات ولكن جمال الحياة في التنوع ، علينا ان نعتبر تلك نقطة قوة لا ضعف فنحن نكمل بعضنا البعض ، اذا العلاقة تكاملية وليست تنافسية .
الاساس الثالث : كل منا يجب ان يكون على يقين اننا كلنا بحاجة بعضنا الاخر فالطبيب يحتاج الميكانيكي والسياسي يحتاج الاعلامي وهكذا .......
الاساس الرابع : نحن لسنا مجتمعا منغلقا ويجب ان يزدا انفتاحنا على الاخر مع الاحتفاظ بهويتنا وصورتنا النمطية كمواطنيين مميزين .
وبكلمات اقول " ان رابط الدم يجمعنا وعلينا ان نكمل بعضنا البعض فعلاقتنا تكاملية وبذات الوقت يجب ان نزيد انفتاحنا على الاخر مع الاحتفاظ بخصوصيتنا ومنظمتنا القيميةالسلوكية ".
فما نعتبره نقاط تحد هي نقاط قوة ولكن علينا ادراك ذلك والانطلاق من هذه الاسس لايجاد الاليات .
اما الاليات فربما هنالك العديد منها وكل واحد منا عليه ان يجتهد بتقديم ذلك ، ان اسباب اختلافنا تعود الى عدم اتفاقنا على الاسس التي تعتبر بديهية ويجب علينا ان نؤمن بها وننطلق منها وصدقوني ان بقينا في مرحلة الاختلاف على الاسس لن ننتطور وسنبقى ندور في تلك الدائرة المفرغة الى اجل قد يطول ولن ينتهي .
الشركسي المحايد الذي يراقب مجتمعنا الان من الخارج ويلاحظ المناكفات سيستتفه الموضوع برمته وانت ايها القارئ الكريم ان غيرت زاويتك سترى الامور بمنظار اخر ولكن اتمنى منك ان تؤمن بالقواعد والاسس السابقة ، يوما قلت لاحد الاشخاص " ان ما يجمعني بك اكثر مما يفرقني " ولكن كان حوارا عقيما فهو ينظر الى اللوحة من خلال سم الخياط ...... واحدى الصديقات المقربات جدا واكثر من صديقة لا بل كانت يوما ستكون زوجة عللت سبب فشل علاقتنا بالتفاوت الثقافي والاجتماعي ولكنني لا اؤمن بهذا الهراء فبليلة وضحاها الامر يتغير فنحن لسنا هندوسا نولد من فم الالهة او من بطنها ونبقى عالقين في طبقة ما حتى الموت ... سامحها الله فانا لست من هذا النوع كما انني لست مممن ولدوا من فم الالهة وانتمي الى اسرة بسيطة
قصة الشاب الذي تصلب في رايه سآتي على ذكرها فقد اخذتها انذاك من الناحية الايجابية فما اعتقدته لحظتها موقفا سلبيا خدمني كثيرا فيما بعد وفتح امامي افاقا جديدة ، فكل موقف له جانب ايجابي ولكن علينا ان نعد حتى 35 ثم نبحث عن زاوية جديدة للرؤية وسنجدها .
اتمنى ان نقوم ببناء اليات عصرية تعتمد على تشبيك المصالح وتربيطها لنصل الى مزيد من التماسك والتعاضد ولدينا من البنى التحتية والاسس ما هو راسخ ومتين .
واترك حزمة من التساؤلات قبل ان اختم هذه الحلقات كما اسلفت فانني من دعاة نظرية الرقم 13 التلفزيونية وها انا ذا اوجه تحية للمخرج عصام مهيار اينما كان فبعد سنوات طويلة جدا وظفت صحفيا ما علمني اياه تلفزيونيا .
لماذا قبل ان نجتمع في لقاء اي كان ان لا نبدأ بتعرف انفسنا وكل منا ماذا يعمل ؟؟؟ فنحن المدربون اول ما نفعل هو كسر الجمود بين المشاركين والمدرب الناجح الذي يحصل على اعلى تقييم هو من يفعل ذلك ، فمن الطرائف انني حين ادخل فصلا تدريبا اقول " نحن جميعا زملاء ولسنا في مدرسة وسنجتمع لساعتين الان ولكن بعدها توقعوا مني تلفونا اطلب واسطة لاحد من اي منكم " ......... لماذا لا نبحث عما ينقصنا عند غيرنا ؟؟؟ الى متى ستبقى حساسيتنا المفرطة تجاه بعضنا البعض تحركنا ؟؟؟ لماذا لا نتبادل ( البزنس كارد ) ؟؟؟ لماذا الحرج من طلب المساعدة من شركسي ؟؟؟ لماذا نحن ردود افال لا افعالا اصيلة !!!
لنبدأ اليوم في بناء نظام اجتماعي جديد يقوم على تبادل المصالح فعندها وان اختلفنا سيكون خلافا مؤقتا ينتهي بنهاية الجلسة ، واعود فاقول ان قلة يدركون ذلك فاحمد الله شخصيا انني لا امتلك احقادا تجاه شركسي او عداوات تجاه احد ولكن ان من يحبني ليحبني ومن لا يحبني لا حبيني ولكن لا يكرهني فكن محايدا حتى بمشاعرك فالكراهية مشاعر ، لكن اقول لكل من يحتاجني " ما توفرني " وقدر استطاعتي ساخدمك وما توفر غيري ايضا ...... لنسعى الى التكامل ونترك المنافسة واختم فاقول ما اردده دائما " الجنازة حامية والميت كلب " .............
واتوجه بتحية الى صديقي الرائع واخي الكبير واستاذي محمد باشا حميد الذي يمتلك الكثير الكثير الكثير من الافكار وتعمدت ان لا اتحدث عنه في هذه السلسلة لانني بحاجة الى سلسلة خاصة للحديث عن افكار هذا الانسان الرائع وتوجهاته ............ باشا انتظر سآتي اليك قريبا عبر هذا الموقع ..............
شكرا لكل من تابعني من خلال هذه الحلقات ونلتقي بسلسة جديدة قريبا والله ولي التوفيق .....
اخوكم جانتي زهدي نورالدين
جانتي زهدي نور الدين
قبل سنوات طويلة اثناء عملي بمؤسسة الاذاعة والتلفزيون قال لي المخرج عصام مهيار وهو خريج الولايات المتحدة ان افضل عدد لحلقات سلسلة تلفزيونية هو 13 ... ما زلت الى الان اطبق هذه المقولة وان كانت تقليدية بحسب البعض . حتى انني من المغرمين بهذا الرقم فترميز سيارتي منذ 10 سنوات هو 13 ويتنقل معي من سيارة الى اخرى وقبل فترة اضطررت الى تجميد رقم هاتفي الخاص فكانت الصدفة ان حصلت على رقم جديد ينتهي برقمي المفضل ......
وللارقام قصة في حياتنا ربما يوما ساتحدث عنها الى جانب ما اتقنه قليلا من مهـــارات ( الباراسيكولوجي ) ।
اقامت الجمعية الشركسية مطلع العام 2010 حفل استقبال للوزراء والنواب الشراكسة والشيشان والح علي يومها صديقي ابراهيم الربضي وهو مديري سابقا في الوكالة وصحفي ومؤسس القسم الفرنسي في التلفزيون قبل سنوات طويلة كما عمل مذيعا لمدة طويلة في التلفزيون ، توجهنا انا وابو شارلي الى دار الجمعية وكانت الدنيا تمطر واضطررت يومها ان ارتدي بدلة وهو الشيئ الذي امقته ولكن بكل تأكيد اهملت ربطة العنق كي لا امنع الدم من التدفق الى رأسي .
كان حفل الاستقبال عاديا جدا وقمت بمعية ابراهيم بتبادل التهاني مع المتواجدين حيث يمتلك ابراهيم علاقات جيدة مع عدد كبير من ابناء الشراكسة ويومها ايقنت ان عودتي ازفت الى المجتمع الشركسي الضيق لاسباب خاصة واجندة عامة علي ان ابدأ بتنفيذها ولكنني من اشد المؤمنين بفضيلة الصبر وكما يقول المثل الانجليزي " ببطئ ولكن بثقة " .
انتهى الحفل واذكر انني كنت انذاك ما زلت امارس تجارة السيارات حيث انني كنت امتلك والملك لله مكتبا لتجارة السيارات لم يعد موجودا الان بسبب مغادرة شريكي عالمنا الى مثواه الاخير .
في شهر سبتمبر من عام 2009 اذكر ان شريكنا المرحوم ابا مجدي اتصل معي وكنت يومها اجلس في منزلي وقال لي " الحقني " وفعلا ذهبت اليه فوجدته يتعرق بشدة وعلى الفور ايقنت انها ذبحة صدرية ونقلته بسيارتي الى المستشفى لانقاذ حياته حتى قبل الاتصال باهله .
ما اصعبها من دقائق مرت وكانها اعواما حيث كنت اتحدث اليه طوال الوقت كي لا يفقد الوعي ولكنني كنت ادعو الله ان اصل به الى غرفة الطوارئ قبل ان يصله ملاك الموت وعاش بعدها عدة شهور وفارق الحياة يوم 15 تموز 2010 ، رحمه الله وبعدها قمنا ببيع المكتب حيث لا امتلك الوقت لادارته كما كان يفعل ابا مجدي .
بدأت كما تحدثت في الحلقات السابقة بمعاينة مجتمعنا الشركسي الذي ابتعدت عنه فترة طويلة فكنت متلامسا معه ولكن ليس متورطا حتى ذقني بقضاياه وانطلقت الرحلة لا بل الغوص في اعماق المجتمع الذي انتمي اليه وفعلا خلال فترة قصيرة تمكنت من حجز موقع في الصفوف المتقدمة كمراقب وربما في وقت قادم كلاعب رئيسي ، وان كان البعض لا يحبذ ذلك ولكنه الامر الواقع والقدر اولا واخيرا .
لن اتحدث الان عن انتخابات الجمعية و سأترك ذلك عند البدء في السلسلة الجديدة ، لايماني ان انتخابات الجمعية الماضية ستكون نقطة تحول في اعادة بناء النظام الاجتماعي لعشيرتنا فجاءت كليلة شتاء ثقيلة كشفت عيوبا كثيرة فكشفت الانتخابات سلبيات عديدة على الجميع ان يتحمل مسؤوليتها .
لا يمكن ان تترك الامور هكذا فانا لست من المؤمنين بنظرية الفوضى الخلاقة ( كايوس ) فالنظرية رياضية واسقطت على احداث سياسية واجتماعية ولكنني شخصيا اعتقد ان الفوضى الخلاقة بابعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية مبرمجة مسبقا ولكن تظهر للمشاهد انها ( كايوس ) وكذلك الحال مع نظرية اثر الفراشة الفيزيائية ( بتر فلاي افكت ) التي ايضا استخدمت بابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية .
واقطع حديثي لا قول ان فقط نظرية الفوضى الخلاقة تنطبق على الصديق الرائع اللوكش كما اطلقنا عليه مؤخرا وهو الصديق العزيز خالد لوكاشة الذي ساتحدث عنه لاحقا فهذا يعمل للشركس وليس بمدع وانما يعمل بصدق ولا يخبر احدا ، فاللوكش هو الفوضى الخلاقة المبدعة .
ادعو الجميع الى القراءة في الفيزياء والرياضيات البحتة ربما ذلك سيمكننا من معرفة المنطق الذي يفكر به الغرب ، الفيزياء هي اساس العلوم وارقاها على الاطلاق ولو عاد بي الزمن لدرست الفيزياء بدلا من علم السياسة ، فحتى هذا الجاز الذي تستخدمونه هو فيزياء والتلفون وكل شيئ هو فيزياء والكون هو فيزياء والحياة والموت معادلة فيزيائية ويقول الله سبحانه وتعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر" ولا انكر انني من اشد المتابعين للاعجاز العلمي في القران وامتلك العديد من المقالات التي ربما سأنشرها يوما ان شاء الله .
هناك فجوة بين علم السياسة والسياسة كممارسة في الوطن العربي ، فالسياسة ببساطة يطيب للكثيرين ان يعرفها بفن الممكن وانا اقول ان تجعل الصعب ممكنا ولكن في العالم العربي السياسة كيف تقترب من السلطان ........
يقودني ما سبق للحديث عن حكاية ففي عام 1992 وكنت انذاك طالبا في الجامعة الاردنية وخلال شهر رمضان علمت ان عميد شؤون الطلبة يستدعيني وحقيقة لم اذهب اليه فقلت في نفسي ربما هنالك عقوبة او شكوى ضدي فعمادة شؤون الطلبة لم تكم محضرا للخير ولكن اشتد الطلب حتى جاء احد موظفي العمادة وقادني الى العميد وطوال الطريق افكر بالجرم الذي قد اكون ارتكبته ربما شاهدني احد ادخن في رمضان ... سامحنا الله على جاهليتنا الثانية.
استقبلني العميد الدكتور محمد خريسات بابتسامة وقدم لي كرتا جميلا وقال لي قبل ان افتح فمي لديك دعوة للافطار بمعية جلالة الملك فقد تم اختيار مجموعة من الطلبة المتميزين وانت احدهم ....... واذكر شركسية اخرى حضرت الافطار وهي جانسيت حؤبش ان لم تخني ذاكرتي القوية والحمد لله ولا اعلم اين هي تلك الشركسية واين تعمل ... وفعلا ذهبنا الى الافطار بعدها بيوم ... وتشرفنا بلقاء جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال واذكر انني يومها سالت مستشار جلالته عدنان ابو عودة ان يوضح لي الفرق بين علم السياسة والسياسة من وجهة نظره ، عندها قررت ان استزيد في علم السياسة وبذات الوقت ان اتقن مهارات السياسة كفن وسلوك .
ان اسوأ انواع السياسيين هم علماء السياسة ، هذا تناقض غريب جدا وحتى اليوم لم اتمكن من الوصول الى نظرية حول هذه الفرضية لاثباتها او نفيها فتبقى فرضية ، ربما علماء الاجتماع لهم كل الحق في البحث بهذه الفرضية وسنجد يوما دراسات حول هذا الموضوع ولكن تحتاج الى بحث علمي عميق .
مجتمعنا الشركسي متنوع جدا فنحن نمتلك من الطاقات البشرية الكثير ولكن بعد خبرتي في هذا المجتمع ينقصنا التواصل والربط وحاولت الجمعية في سنوات سابقة من البحث عن الشراكسة من مختلف المهن فشكلت لجنة المعلوماتية ولكن قضت اللجنة نحبها واعتقد ان العمل قد بدأ مجددا في هذه اللجنة بعد توقف سنوات ، لست لاقيم عمل اللجنة او الاليات التي اتبعتها ولكنني اختلف معها كليا .
في احدى الجلسات تحدثت مرة بان الدماء تجمعنا اي القومية الواحدة نعم فهذا صحيح ، فترانا نتجالس ونتحادث ونتناقش ونختلف والارضية التي تجمعنا هي اننا فقط شراكسة ، امر جميل ان نتجاوز القيود الاجتماعية والثقافية الفردية فيما بيننا ولكن علينا ان نفعل شيئا اخر ولكن ما هو ؟؟؟؟؟؟؟
قبل سنوات وتحديدا في عام 2006 نظم صديقي الاستراتيجي باسم خورما متعاونا معي ومع صديقنا مازن بوكة دورات حاضر فيها الدكتور احمد بوران وكانت تعقد في الجمعية ايام الجمع وسبق ان تطرقت لهذه الدورات والان اتناولها من زاوية اخرى ، استطعنا انذاك باستقطاب اعدد كبيرة من المشاركين المتميزين وخلال فترة الاستراحة والضيافة التي كان باسم يتكفل بها شخصيا كنا نتبادل بطاقات التعريف الخاصة بنا وتدور بيننا احاديث وهذا هو الامر المهم ... تعرفنا على مجموعة مميزة وانتهت الدورات وبقي التعاون .
فعند معرفة الشخص المقابل لك ليس فقط بانه شركسيا مثلك والتقارب معه من الناحية المهنية والعملية فانك بهذه اللحظة تصبح لك مصالح مشتركة مع هذا الشخص فالصحفي يلزمه الطبيب والطبيب بحاجة الى المهندس وهكذا ........ فلا بد من تشبيك المصالح بين افراد عشيرتنا وهذه تكون بطريقة ناعمة فكان الهدف غير المعلن من الدورات التشبييك والتواصل والتعارف ...........
قبل فترة تمنيت تشكيل مجموعة تبدا صغيرة للحديث في الشأن الشركسي ولكن بذات الوقت تعمل على التقارب والتواصل وتشبييك المصالح ، كانت تجربتي مع مجلس النارتيين مطلع العام الحالي تهدف الى ذلك ، نجلس ونتعارف ونتحدث في الامر العام ولكن بذات الوقت علينا تشبيك مصالحنا الى حد بعيد ويوما بعد يوم سيزيد كل منا من شبكة علاقاته ومعارفه وكما يقول المثل " الناس للناس " ولي حديث مطول عن مجلس النارتيين لاحقا .
شخصيا تعلمت من السياسة والصحافة ان الخطوة الاولى هي العلاقات وتوسيعها وتنويعها فانا وانتم بحاجة الي بعضن لبعض وبحاجة للاخر ...من الميكانيكي حتى الوزير وابعد من ذلك وعملت على ذلك منذ زمن بعيد ففي يوم ستحتاج هذا الشخص او ذاك وربما من يعرفني جيدا يعلم اليتي في العمل .
هذه الالية يتقنها صديقي نبيل عكاش واقول ان ما يعجبني بنبيل انه لم يوفرني يوما واحيانا اقول للشباب الصغار اذا اتعرفت علي ما توفرني ، فقبل فترة التقيت بصحفيين شراكسة في بداية طريقهم وقلت لهم " ما توفروني " استفيدوا من علاقاتي فانت ان استفدت مني اليوم فانا ساحتاج اليك غدا وان خدمتك ستخدمني يوم الغد ولا داع للحساسية الشركسية والانا الشركسية التي اودت بنا الى غيابة الجب .
اما صديقي العزيز خلدون حينا فهو استاذ كبير في هذا الامر فهو يمتلك شبكة هائلة من العلاقات على جميع المستويات الشركسية وغيرها ولا مثال خير مما نقوم به الان من اعمال سنعلن عنها خلال الايام المقبلة ان شاء الله وسيكون الحدث هذه المرة في العاصمة اللبنانية ، علينا ان نربط مصالحنا معا ولا نكتفي باننا فقط شراكسة ... ببساطة ساضع سؤالا من الاقوى الدائن ام المدين ؟؟؟ اترك لكم الاجابة.
ان الردع التلقيدي الذي تحدثت عنه مسبقا يمكن الاخذ به على المستوى الاجتماعي ، فان تشابكت مصالحنا معا لن نختلف وان اختلفنا حول قضية قومية او وجهة نظر سيكون اختلاف مؤقت وليس موقفا يقود الى قطيعة ، اما ان الاوان لكسر حدتنا الشركسية .
وكخلاصة لما اود ايصاله اعتقد ان الاسس التي يجب ان نبدا في بناء مجتمعنا و نظامنا الشركسي الجديد بناء عليها وننطلق منها هي ما يلي :
الاساس الاول : كلنا شراكسة ولا فرق بيننا من ناحية السكن فان كنت من عمان او من وادي السير او ناعور او غيرذلك فانت شركسي في النهاية ولكن قدر جدك انه عاش هنا او هناك ، كذلك ان كنت من قبائل الابزاخ او القبريدية الخ ... فنحن جميعا شركس وهذه يجب ان تكون من المسلمات غير القابلة للناقش ، يجب ان ننطلق من هذه القاعدة ونسلم ونستسلم لها .
الاساس الثاني : كوننا شراكسة فهذا لا يعني اننا على مستويات اجتماعية وثقافية واحدة فعلى الصعيد الفردي والعائلي هنالك فروقات ولكن جمال الحياة في التنوع ، علينا ان نعتبر تلك نقطة قوة لا ضعف فنحن نكمل بعضنا البعض ، اذا العلاقة تكاملية وليست تنافسية .
الاساس الثالث : كل منا يجب ان يكون على يقين اننا كلنا بحاجة بعضنا الاخر فالطبيب يحتاج الميكانيكي والسياسي يحتاج الاعلامي وهكذا .......
الاساس الرابع : نحن لسنا مجتمعا منغلقا ويجب ان يزدا انفتاحنا على الاخر مع الاحتفاظ بهويتنا وصورتنا النمطية كمواطنيين مميزين .
وبكلمات اقول " ان رابط الدم يجمعنا وعلينا ان نكمل بعضنا البعض فعلاقتنا تكاملية وبذات الوقت يجب ان نزيد انفتاحنا على الاخر مع الاحتفاظ بخصوصيتنا ومنظمتنا القيميةالسلوكية ".
فما نعتبره نقاط تحد هي نقاط قوة ولكن علينا ادراك ذلك والانطلاق من هذه الاسس لايجاد الاليات .
اما الاليات فربما هنالك العديد منها وكل واحد منا عليه ان يجتهد بتقديم ذلك ، ان اسباب اختلافنا تعود الى عدم اتفاقنا على الاسس التي تعتبر بديهية ويجب علينا ان نؤمن بها وننطلق منها وصدقوني ان بقينا في مرحلة الاختلاف على الاسس لن ننتطور وسنبقى ندور في تلك الدائرة المفرغة الى اجل قد يطول ولن ينتهي .
الشركسي المحايد الذي يراقب مجتمعنا الان من الخارج ويلاحظ المناكفات سيستتفه الموضوع برمته وانت ايها القارئ الكريم ان غيرت زاويتك سترى الامور بمنظار اخر ولكن اتمنى منك ان تؤمن بالقواعد والاسس السابقة ، يوما قلت لاحد الاشخاص " ان ما يجمعني بك اكثر مما يفرقني " ولكن كان حوارا عقيما فهو ينظر الى اللوحة من خلال سم الخياط ...... واحدى الصديقات المقربات جدا واكثر من صديقة لا بل كانت يوما ستكون زوجة عللت سبب فشل علاقتنا بالتفاوت الثقافي والاجتماعي ولكنني لا اؤمن بهذا الهراء فبليلة وضحاها الامر يتغير فنحن لسنا هندوسا نولد من فم الالهة او من بطنها ونبقى عالقين في طبقة ما حتى الموت ... سامحها الله فانا لست من هذا النوع كما انني لست مممن ولدوا من فم الالهة وانتمي الى اسرة بسيطة
قصة الشاب الذي تصلب في رايه سآتي على ذكرها فقد اخذتها انذاك من الناحية الايجابية فما اعتقدته لحظتها موقفا سلبيا خدمني كثيرا فيما بعد وفتح امامي افاقا جديدة ، فكل موقف له جانب ايجابي ولكن علينا ان نعد حتى 35 ثم نبحث عن زاوية جديدة للرؤية وسنجدها .
اتمنى ان نقوم ببناء اليات عصرية تعتمد على تشبيك المصالح وتربيطها لنصل الى مزيد من التماسك والتعاضد ولدينا من البنى التحتية والاسس ما هو راسخ ومتين .
واترك حزمة من التساؤلات قبل ان اختم هذه الحلقات كما اسلفت فانني من دعاة نظرية الرقم 13 التلفزيونية وها انا ذا اوجه تحية للمخرج عصام مهيار اينما كان فبعد سنوات طويلة جدا وظفت صحفيا ما علمني اياه تلفزيونيا .
لماذا قبل ان نجتمع في لقاء اي كان ان لا نبدأ بتعرف انفسنا وكل منا ماذا يعمل ؟؟؟ فنحن المدربون اول ما نفعل هو كسر الجمود بين المشاركين والمدرب الناجح الذي يحصل على اعلى تقييم هو من يفعل ذلك ، فمن الطرائف انني حين ادخل فصلا تدريبا اقول " نحن جميعا زملاء ولسنا في مدرسة وسنجتمع لساعتين الان ولكن بعدها توقعوا مني تلفونا اطلب واسطة لاحد من اي منكم " ......... لماذا لا نبحث عما ينقصنا عند غيرنا ؟؟؟ الى متى ستبقى حساسيتنا المفرطة تجاه بعضنا البعض تحركنا ؟؟؟ لماذا لا نتبادل ( البزنس كارد ) ؟؟؟ لماذا الحرج من طلب المساعدة من شركسي ؟؟؟ لماذا نحن ردود افال لا افعالا اصيلة !!!
لنبدأ اليوم في بناء نظام اجتماعي جديد يقوم على تبادل المصالح فعندها وان اختلفنا سيكون خلافا مؤقتا ينتهي بنهاية الجلسة ، واعود فاقول ان قلة يدركون ذلك فاحمد الله شخصيا انني لا امتلك احقادا تجاه شركسي او عداوات تجاه احد ولكن ان من يحبني ليحبني ومن لا يحبني لا حبيني ولكن لا يكرهني فكن محايدا حتى بمشاعرك فالكراهية مشاعر ، لكن اقول لكل من يحتاجني " ما توفرني " وقدر استطاعتي ساخدمك وما توفر غيري ايضا ...... لنسعى الى التكامل ونترك المنافسة واختم فاقول ما اردده دائما " الجنازة حامية والميت كلب " .............
واتوجه بتحية الى صديقي الرائع واخي الكبير واستاذي محمد باشا حميد الذي يمتلك الكثير الكثير الكثير من الافكار وتعمدت ان لا اتحدث عنه في هذه السلسلة لانني بحاجة الى سلسلة خاصة للحديث عن افكار هذا الانسان الرائع وتوجهاته ............ باشا انتظر سآتي اليك قريبا عبر هذا الموقع ..............
شكرا لكل من تابعني من خلال هذه الحلقات ونلتقي بسلسة جديدة قريبا والله ولي التوفيق .....
اخوكم جانتي زهدي نورالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق