لقد جائنا على بريد المجله info@jannews.net مقالة لأحد شبابنا المحبين لقوميتهم بعنوان صحوة الشباب وندعو كل من لديه اهتمامات بالكتابه ان يراسلنا على نفس البريد الالكتروني الخاص بـ Jannews لنقوم بنشره .
بقلم: رعد نارت هاكوز
في بدايات قدوم الشراكسة إالى المملكة الأردنية الهاشمية, هذا البلد الحبيب التي كانت تزهو شوارع عاصمته عمان بأسماء أجدادنا وعائلاتنا الكريمة, كانوا يداً واحدة متكاتفين متعاضضين في السراء والضراء متحدين كل الصعاب والظروف التي واجهتهم في ذلك الزمان, والتي أعتبرها برأي المتواضع أصعب بكثير من الظروف التي نعيشها في عصرنا الحالي والجميع يعرف الأسباب دون التطرق لها الأن .
إن تماسك مجتمعنا الشركسي في تلك الفترة ولغاية فترة زمنية ليست بالبعيدة هو ماجعل مجتمعنا الشركسي مجتمع قوي يحسب له الحساب ويفرض إحترامه على الجميع.
لكن للأسف الشديد منذ بدء ظهور بعض الأمراض السرطانية الخبيثة أمثال ( أنت من شركس وين عمان ؟ أم شركس وادي السير أم صويلح أم ناعور أم رصيفة أم جرش والى أخره ) بدأ مجتمعنا بالتفكك شيئاً فشيء ولنزيد الطين بلة والمصيبة تكبر والسرطان يتغلل في الجسد أكثر فأكثر, أنشئنا نوادينا الخاصة التي هي بداية الأمر كان الهدف منها تقريب العشيرة أكثر وإبراز طاقات الشباب, وبالفعل نجحنا و أسسنا نادي الجيل ونادي الأهلياللذان كانا ينافسان على مستوى المملكة في جميع الأنشطة الرياضية ساهمت بإبراز نخبة من أبطالنا أمثال الكابتن حسونة يدج والكابتن سمير مولود شفاقوج ولاعب منخب كرة السلة زيد الخ والعديد من الأسماء الكبيرة التي لاتعد ولاتحصى.
وللأسف الشديد كواقع الحال إنقلب السحر على الساحر وبدأت الأنشطة الرياضية تتلاشي تدريجياً الى شبه الأنعدام في بعض الأحيان, وأصبحت نوادينا سبباُ مساعداً في زيادة الشرخ بين أبناء العشيرة ( أنت جيلاوي , أنا أهلاوي )
و لاداعي للشرح طبعا لأن الكل يعرف القصة, وليزداد التسوس في الضرس أكثر فأكثر بدأنا بإنشاء الأكاديميات الشركسية, وبدأت كل عائلة كريمة تفتخر بإنشاء ديوانها الخاص بها لتستقبل الجاهات والعطوات وتتقبل التعازي متناسين و متجاهلين بيتهم الدافئ بيت كل الشراكسة " الجمعية الخيرية الشركسية بكافة فروعها " ومن هنا ضعفت العشيرة ووهنت وأصبح كل شخص اللهم يا نفسي.
وفجأة استيقظ عنصر الشباب الذي لطالما كان مهمش في مجتمعنا, هذا العنصر الذي لايعرف غير مسألة واحدة أنه شركسي ويفتخر أنه شركسي بغض النظر من أي منطقة أو من أي عائلة أو لمن يتبع في التفكير أو الإتجاه الذي يسلكه.
فمنذ عاميين أو أكثر بدأ عنصر الشباب بالتحرك في مجتمعنا, فأصبحت الجمعيات تمتلئ بعنصر الشباب من يوم لأخر و النوادي بدأت بالإهتمام من جديد بالأنشطة الرياضية والإجتماعية, و بدأو الشباب بالإلتفاف حول بعضهم البعض والتكاتف من أجل توفير كل وسيلة ممكنة لمساعدة مجتمعنا بالنهوض من جديد, مع العلم أنه في بادئ الأمر تم محاربتهم و مازالوا يحاربون من قبل فئة قليلة كانت راضية ومقتنعة بالحال التي وصل إليها مجتمعنا .
لكن إرادة الشباب القوية وإصرارهم وبدعم من فئة الكبار التي لم تكن راضية عن حال مجتمعنا , فإننا نستطيع أن نقول أن مجتمعنا إستفاق من الكابوس الذي كان يعيش به أو بالأحرى بدأ يتعافى من ذلك المرض الخبيث الذي نخل مجتمعنا و سعى الى تدميره.
في نهاية الأمر أتمنى أن نتكاتف جميعنا و أن نتوحد من إجل إعادة ما كنا عليه و من أجل المحافظة على مجتمعنا والمحافطة على الجيل القادم جيل المستقبل الذي سوف يكمل مسيرة الأباء والأجداد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق