بحث في JanNewsNet

Translate

الأحد، 18 ديسمبر 2011

كنت مديرا لتحرير " مجلة نارت " ( الحلقه التاسعه )


(الحلقة التاسعة)
كتبه جانتي نور الدين

في الربع الاول من عام 2010 الساخن قامت جمعية اصدقاء شراكسة القفقاس بتنظيم مؤتمر في عمان وفعلا كانت قد بدأت بنشر الدعوة واوراق العمل وكانت الشائعات التي تطارد تلك المؤسسة وما زالت الى الان انها تدعم من قبل الجورجيين ومؤسسة جيم ستون الامريكية .

موضوعات اوراق العمل كانت متطرفة نوعا ما وساقوم بنشرها لمن لم يطلع عليها انذاك ولكن كانت المفاجأة ان الدعوة الى المؤتمر جاءت برعاية سمو الامير علي بن الحسين الامر الذي سيحرج حكومة المملكة الاردنية الهاشمية ان عقد هذا اامؤتمر .

رعاية سمو الامير علي من الناحية السياسية ستفهمها الحكومة الروسية وكأن الاردن يؤيد طروحات المؤتمرالامر الذي يعبر عن موقف سياسي يسيئ للعلاقات الاردنية الروسية المتميزة حيث احتجت ايضا السفارة الروسية على ذلك الامر في حينه الى وزارة الخارجية الاردنية .

ومن الطريف في الموضوع ان الادارة السابقة للجمعية الخيرية الشركسية المتقاربة مع الحكومة الروسية والمعتدلة ( اقصد الجمعية نفسها ) رفضت المشاركة في المؤتمر ولكن تطوعت بتقديم دعم لمطبوعات المؤتمر وغير ذلك وهذا موقق في محاضر اجتماعات الادارة انذاك وقمت بتنبيه الادارة الى هذا الامر بعد ذلك ولا اعلم اكان موقفا سياسيا ام انها جاءت بمحض الصدفة !!!!!!!!!!!

كان من الضرورة وقف المؤتمر وفعلا فقد التقت شخصيتان سياسيتان من العيار الثقيل مع مدير المخابرات السابق الذي امر بوقف المؤتمر وجاء الاعلان كي لا تحرج المؤسسة المعنية بان المؤتمر تم تأجيله .

حوالي الساعة الرابعة مساء يوم ربيعي اتصل بي احد الشخصيات وقال لقد انتهى الامر واوقف المؤتمر خرجنا قبل قليل من لقاء مدير المخابرات العامة ، اتصلت باحد الشراكسة المتواجدين في الجمعية الشركسية قلت له بلغ الادارة ان المؤتمر قد تم وقفه فكانت الادارة انذاك اخر من يعلم واعذروني ان لم اذكر اسماء الشخصيات في هذه الحادثة نظرا لحساسية الموضوع من الناحية السياسية .

الامر تكرر العام الجاري مع وقفة ( الحق والوفاء ) الذي سافرد لها حديثا خاصا ولكن هذه المرة لم يتم وقف الحدث وتمت الموافقة عليه من قبل وزير الداخلية السابق سعد السرور ولكن ما هو الهدف من السماح لهذه الوقفة ان تتم سنتحدث عن ذلك لاحقا .

واسمحوا لي ان اوضح امرا فانا هنا لا احكم على مواقف سياسية فلكل هواه وللكل ان يتخذ الموقف الذي يريد ولكل مجتهد نصيب ان اصاب او خاب .

وحيث انني كنت على اطلاع منذ البداية بموضوع الوقفة وموقفي الذي لامتني عليه بعض الشخصيات السياسية من خارج العشيرة حول تأييدي الخجول لهذه الوقفة حتى ان اسمي بدأ يتردد في بعض الاوساط الدبلوماسية وقتها مع العلم انني كنت محايدا الى ابعد حد فخرج الامر الى خارج الصندوق الشركسي .

ولكي لا نستبق الاحداث علينا توخي الدقة الموضوعية وهذا ما سأتحدث عن تفصيلا منذ بداية التفكير بالوقفة ولحين اخراجها وما حدث خلال تلك الفترة والخبر الذي احدث توترا في الوكالة حيث قمنا بتغطية الوقفة ولكن بكل تأكيد لم يبث الخبر من قبل الوكالة لانه يتعارض مع مواقف السياسة الاردنية وكنت اعلم ذلك ولكن لكي اخرج من الحرج امام عشيرتي حيث قلت ذلك في اجتماع للوكالة وفعلا قد حضرت الوقفة تلك بمعية صحفيي الوكالة حتى انني ذهبت بسيارة الوكالة ولكل هذه دلالات مهنية وابعد من ذلك سياسية ، ولكن اضيف حتى الاخبار التي اعلم انها لا تبث فانها تحظى بتغطية مقيدة .

اعود الى المؤتمر فقد تم وقف المؤتمر كما اسلفت وكانت في فترة سابقة للمرة الاولى قد تداخلت الامور السياسية وتعقدت على صعيد الشراكسة ، فكان الشراكسة الاردنيون يعتبرون رعايا روسا ولكن في السنوات الاخيرة وبعد استقلال جورجيا والتدخل الامريكي المحدود في القفقاس تغيرت المعادلة بعض الشيئ وقبل شهور نشرت مقالا على المواقع المحلية بعنوان " الابادة الحائرة بين روسيا وجورجيا " وقبل اعتراف البرلمان الجورجي بالابادة بايام ، هذا الاعتراف الذي لم قدم شيئا الى الان ولكن الايام حبلى بالمفاجآت .

قبل فترة وقع تحت يدي فلم هوليودي من بطولة اندي غارسيا بعنوان ( حرب الخمس ايام ) حيث جسد غارسيا دور سـاكشفيلي ( الرئيس الجورجي ) واتقن الدور حتى انني اعتقدت ان ساكشفيلي هو غارسيا ولكن ما هو اهم هي فكرة الفلم التي انصح الجميع بمشاهدته فانه يوضح شيئا عن تلك الحرب مع الاشارة الى ان النص تجاهل تماما اقليم ابخازيا وركز على اوسيتيا ولكنه قدم كثيرا من خفايا الصراع الدولي في اقليم القوقاز وتغليفه بالطابع الانساني كعادة هوليوود دائما.

في تلك الفترة وبسبب تغير الاوضاع في القوقاز والتدخل الامريكي تزايد الشعور القومي لدى شراكسة الشتات حول العالم فالنظام الدولي يتنعكس على الانظمة الاقليمة وبالتالي على المجموعات العرقية فللمرة الاولى تبدا حركات قومية بالتحرك حول العالم فالان الموضوع لم يعد روسيا بحتا وتدخلت فيه قوى عظمى وهذا انعكس علينا كشراكسة شتات .

رعايا للفدرالية الروسية واصبحنا اليوم امة فاضت مشاعرها القومية الامر الذي اثار المخاوف الروسية فحتى الجمعية التي تعتبر عضوا في الجمعية العالمية المدعومة من الحكومة الروسية للمرة الاولى تخرج عن الخط وللحق اقول ان الباشا اسحق مولا وجه خلال حضوره مؤتمر الرعايا الروس في الشتات الذي عقد بعمان مطلع عام 2010 رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس الروسسي ميدفيدف حتى انني عندما قمت بتحريرها من اجل نشرها وبذلت مجهودا كبيرا في التخفيف من حدة الخطاب وتزامنت تلك الرسالة ايضا مع الاحداث الساحنة في الربع الاول من عام 2010 وجاءت خلال فترة المؤتمر سابق الذكر .

لم تدم فترة لحراك القومي طويلا فقد طغت انذاك الاحداث الداخلية التي عصفت بالعشيرة على هذه السياسات التي للمرة الاولى تجاوزت الاطار المحلي باتجاه تدويل القضية الشركسية ونشطت الادبيات التي تتحدث عن القضية الشركسية في الاردن وان كان بعض الشراكسة يشكك بوجود قضية .

شخصيا لا اشكك بوجود قضية شركسية وانما اعتبر ذلك امر سابق لاوانه او ان اونه قد فات و اقترب الى تبني معالجة شراكسة الولايات المتحدة لهذا الامر ، ادعو الى العودة الى اوراق العمل التي قدمها شراكسة الولايات المتحدة خلال مؤتمر الدوما الذي عقد بداية هذا العام لما لها من اهمية ولموضوعيتها فيبدو انهم استفادوا كثيرا من السياسة الامريكية البراغماتية ولم تهكمهم العواطف فنحن ما زلنا عاطفيين الى حد بعيد في التعاطي حتى مع الشأن السياسي القومي على الصعيد الدولي فكل ما نقدمه موضوعات انشائية على خلاف الشراكسة في امريكا واوروبا الذي يقدمون برامجا عملية .
اضيف ايضا الى ان ما قدمه شراكسة اوروبا في البرلمان الاوروبي والذي مر هنا مرور الكرام او حتى لم يمر ولم يسمع عنه الكثيرين ، لذا ادعو اي كان ان يتابع الاحداث ويبحث جيدا قبل ان يبادر الى الحديث فما ينقصنا فعلا هو مركز للدراسات يكون محايدا وعلميا واتمنى من الجمعية العمل على انشاء مثل هذا المركز والقيام ببحوث محكمة حول الشأن الشركسي الدولي والقضية الشركسية او التي اسميها انا ( المسألة الشركسية ) حيث للان لا توجد قضية شركسية والفرق كبير .

اعود الى الشأن المحلي فقد شهدت الساحة المحلية نشاطا ثقافيا وادبيا وفنيا حيث قدم فلم الشراكسة واستمر نادي الجيل باحتفالاته وعن فلم الشراكسة ساتحدث كثيرا وعن العلاقة الشخصية التي تربطني بمخرجه الدكتور محي الدين قندور الذي اوجه له تحية اينما هو الان فمن الصعوبة تحديد موقع قندور الذي حقا اعتبره سفيرا شركسيا حول العالم ، تحية للدكتور محي الدين قندور ولا زلت اذكر انه قام بزيارة الى روضة الجمعية الخيرية الشركسية عندما كنت طفلا فيها مطلع السبعينييات وما زلت احتفظ بتلك الصورة ولعل الكثير من ابناء جيلي ومن رواد مدرسة الجمعية لاحقا مدرسة الامير حمزة ييذكرون تلك الصورة الجميلة ، تحية لهم جميعا فكلهم من المتميزين الان فمنهم الطبيب والمحامي ورجل الاعمال والطيار والمعلم ومنهم من ترك الاردن الى المهجر او عاد الى وطنه الام .

بدأت على صعيد نادي الجيل بتنظيم حملة اعلامية منظمة مع الصديق نبيل عكاش هي الاولى من نوعها حيث كنت استقطب صحفيين واعلاميين الى النادي من خارج ابناء العشيرة وكذلك قمت بالاتصال بكل من توسمت فيه خيرا بمعية نبيل من ابناء عشيرتنا للمساهمة اعلاميا في حملتنا التي تجاوزت المحلية بالتغطية فقد نشرت اخبار النادي في صحف عربية وتناولتها فضائيات حول العالم كما قمنا بترتيب لقاءات من خلال التلفزيون الاردني لعدد من الشباب والشابات وما زلت احتفظ بالاسئلة التي ارسلتها الى مقدمة البرنامج لتناقشها مع ضيوفها للخروج من اللقاءات التقليدية .

كما لا انكر دور الدكتور سليم شريف الذي كان يقدم برنامجا بعنوان ( هنا عمان ) على قناة نورمينا الذي حضر شخصيا لتغطية فعاليات البازار وبعدها استضاف خلال برنامجه اعضاء الفرقة ، الدكتور سليم شريف يتمتع بشخصية محببة ويقنعك بوجهة نظرك بصورة سلسة وهو مرهف الاحساس من خيرة ضباطنا المتقاعدين الذين فقدوا وظيفتهم لاهواء شخصية وتعسف باستخادم السلطة من قبل بعض الفاسدين والمفسدين حيث ثبت ذلك مؤخرا ، بعد ان كانوا الحاكمين بامر الله .

تحية للدكتور سليم شريف الذي لم يتوانى يوما عن تقديم المساعدة لكل ابناء عشيرته ، وتعود معرفتي بهذا الانسان الرائع قبل سنوات عندما حضر الى منزلنا ويومها كان يحضر لدور في فلم الشراكسة فراجع الحوار المكتوب باللغة الشركسية مع والدي وبعدها بسنوات نشأت علاقة قوية بالدكتور سليم شريف وجوخ كما انني اعرف السيدة او الاستاذة حاليا شقيقة الدكتور قبل معرفتي بسليم حيث ان السيدة ميسون من الناشطات النقابيات على صعيد الوطن وساعود للحديث عنها كوني اعتبرها انموذجا متميزا للمراة الشركسية ، حيث التقيتها قبل سنوات طويلة واجريت معها لقاءا صحفيا حيث كانت من المدافعات عن حقوق العمال ومطالبهم وهي الان استاذة محامية ولن يتوقف طموحها ابدا ..........
وفي الحلقة القادمة ساقوم بنشر مقالة الاستاذ الصديق العزيز المستشار الاعلامي محمد الملكاوي كمثل بسيط على ما احدثته سياسة الانفتاح الاعلامي الذي امن بها نبيل عكاش وباركتها ادراة النادي و لاا نكر انني وقفت خلفها بشدة حتى انني شخصيا تغيرت نظرتي الى نادي الجيل المتجدد ، هذا النادي الذي دخلته مرة او مرتين فقط حتى عام 2010 .


يتبع ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق