بحث في JanNewsNet

Translate

السبت، 17 ديسمبر 2011

كنت مديرا لتحرير " مجلة نارت " ( الحلقة الثامنة )


( الحلقة الثامنة )

تصادف لقائي بنبيل عكاش وبداية صداقتنا الشخصية والمهنية مع احتفالات نادي الجيل الجديد بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسه .
اعدت ادارة النادي برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة على مدار عام كامل وما زلت احتفظ لليوم بجميع الاخبار والصور التي بثت خلال الاحتفالات التي انطلقت ببازار للحرف اليدوية افتتحه انذاك وزير الثقافة نبيه شقم .

واسجل عتبا شديدا على نادي الجيل حتى الان لعدم اهتمامه الكافي بالاديب كوبا شعبان لا بل اسجل عتبا على جميع المؤسسات الشركسية وادعو الجمعية الى تخصيص ندوة بالتعاون مع نادي الجيل للحديث عن هذا المفكر والاديب الرائع وانني على يقين ان معظم شبابنا لا يعلم ماذا قدم هذا المفكر الى الشراكسة ..... ان المستقبل بعين الناظر اليه .

ان ما وضعه كوبا شعبان قبل نصف قرن لم تتمكن جميع المؤسسات الشركسية القيام ولو بجزء بسيط منه ، هل تصدقون انه في خمسينيات القرن الماضي كانت تعرض مسرحيات ناطقة بالشركسية على مسارح دور السينما !!! فاين نحن الان من تلك النهضة القومية التراثية التي عمل شعبان على ايجادها ...ولكن للاسف فان الثقافة الشركسية تم اختصارها بالرقص .

الرقص جزء من تراث الشعوب وثقافتها ولكنه جزء يسير جدا .....اتمنى من نادي الجيل ان يعود الى رؤية كوبا شعبان مع الحفاظ على ما يقوم به حاليا وتحية لفرقة الجيل ام الفرق الشركسية واقدم الفرق الفنية الاردنية واعرقها ...

تزامنت هذه المناسبة مع احداث اخرى منذ مطلع عام 2010 حيث بدأ العام ساخنا ، عقدت مجموعة صغيرة من الشباب اجتماعا في حديقة الجمعية بحضور عدد من اعضاء المجلس العشائري وكانت دعوة تلك المجموعة تتلخص بمقاطعة الانتخابات النيابية او التهديد بذلك كنوع من الابتزاز السياسي الذي لا نتقنه كما اسلفت لاعادة المقعد المفقود في عمان الثالثة وحضر اللقاء ايضا وزير الثقافة نبيه شقم انذاك .

دار بيني وبين شقم حوار لن استطيع الخوض في تفاصيله وقمت انذاك ببث خبر على موقع عمون الالكتروني بالتنسيق مع شقم وكان الخبر معتدلا بناء على نصيحة شقم ، فلم اصعد من حدة لهجة الخبر ، واشكر معالي نبيه شقم على بعد نظره فهو سياسي ودبلوماسي بان معا ورجل دولة واحب ان اطلق عليه لقب السياسي الانيق ، الانيق بحديثه وتصريحاته كما انه يعلم جيدا ما يخفى من معادلات السياسة الاردنية بحكم قربه من القرار فقد تبوأ مناصب عديدة كما انه يمتلك ادبيات علم السياسة واستاذ في ممارستها .

انتهى مشروع حملة المقاطعة بلقاء تلك المجموعة واعضاء من وجهاء الشركس برئيس الوزراء سمير الرفاعي حيث علق احد المخضرمين انذاك " جماعتنا شربوا شاي في الرئاسة وانتهت القصة " .

اخذت على عاتقها نفس المجموعة بعد وعود الرفاعي تحمل المسؤولية فاطلقت مبادرة بعنوان ( صوتنا واحد ) بهدف نقل الاصوات الشركسية الى منطقة صويلح ، كنت شخصيا قد انتقدت تلك المبادرة فالامور بخواتيمها ، والحكم اصدرته نتائج الانتخابات في تلك الدائرة .

خلال حديث بعد تقريبا عام من تلك المبادرة سألت احد الاصدقاء المنظمين لماذا تراجعتم عن المقاطعة بهذه السهولة فاجابني لان رئيس الحكومة وعد باعادة المقعد ، بكل بساطة ومن غير ضمانات تراجعت المجموعة عن مطلبها فنحن كشراكسة لا نجيد السياسة واللعب بالاوراق وترتيبها وانما نؤخذ بالكلام وفي السياسة لا توجد نوايا حسنة فالسياسة اخرا هي قوة ، فذهبت وعود الرفاعي معه .

كذلك كان التجمع الشبابي الشركسي العتيق الذي يتزعمه النائب السابق منصور مراد قد عاد الى عقد اجتماعات صغيرة في الجمعية حول ذات الموضوع وهو اعادة المقعد المفقود وتم اعداد البيانات وانطلقت اوراق التواقيع التي جابت معظم افراد العشيرة ولكن انتهت في سلة المهملات بعد وعود من وزير الداخلية انذاك .

ولتلك الحملة قصة طويلة ساتي على ذكرها لاحقا ، فقاد الحملة الدكتور محمد خير مامسر وبهذا المقام اتوجه اليه بتحية عطرة ولن استطيع ان اتحدث عن الرجل سوى ان اقول انني كنت دائم القول ومنذ سنوات ان كان الاردن بحاجة الى رئيس وزراء بمواصفات رفيعة فهو الدكتور محمد خير مامسر ، ويشاطرني بذلك العديد من ابناء الاردن الذين يكنون الحب والتقدير لهذا السياسي المخضرم الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ، اطال الله بعمر الدكتور مامسر ومتعه بموفور الصحة والعافية .

خلال لقاء مجموعة المقاطعة مع المجلس العشائري حضر اللقاء ايضا الدكتور محمد خير مامسر ومنصور مراد وحدثت مناقشة بيني وبين مراد ولكن لو تم ما اردناه لانتهى اللقاء نهاية مأساوية ، فاراد مراد التصعيد وكانت فرصة مناسبة لنا لاستغلال الموقف ولكن في النهاية كان التوجه بتهدئة الامور خاصة ان الشباب الذين اطلقوا الحملة كانت نواياهم بريئة وبعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية المعقدة التي تتشابك فيها المصالح فلا اصدقاء ولا اعداء وانما مصالح تتقاطع .

كنت انذاك على اتفاق مع مراد الذي لم يستمر طويلا بسبب الخلاف الذي حدث مطلع العام الجاري حول الاحداث في ليبيا وما تلا ذلك من انقسام التجمع الشبابي وبيان ورقة الفاين الذي قمت بكتابته على ورقة فاين ما زلت احتفظ بها الى اليوم اضافة الى ما دور توجان فيصل والاجتماع الذي عقد بالجمعية الشركسية بتنظيم بيني صديقي غازي رمضان ، ساتحدث عن تلك الاحداث لاحقا خلال بانوراما 2011 الشركسية .

تزاحمت الاحداث خلال تلك الفترة فمنها السياسي ومنها الثقافي والفني وكنت خلال تلك الفترة ما زلت اماطل في اصدار المجلة التي كنت قد عزمت قراري على عدم اصدارها ولكنني كنت اوثق لجميع الاحداث التي تجري كما انني كنت استكتب بعض الشخصيات كما اسلفت ولكن في قرارة نفسي كنت قد اتخذت قراري بعدم اصدار اي عدد لحين انتهاء الانتخابات .

بالعودة الى مبادرة صوتنا واحد فكانت مبادرة حسنة النوايا كما اسلفت ولكن لم يعلم مطلقوها ان حسابات العشيرة معقدة وان الخلافات بين المؤسستين المجلس والجمعية بدأت تظهر ، فكان هنالك تيار يعمل ضد المبادرة حيث رشحت المبادرة الصديق خالد شقمان لخوض الانتخابات وبدأت عملية نقل الاصوات الى الدائرة الخامسة وبذات الوقت كانت مجموعات اخرى تنقل اصوات الى نفس الدائرة لصالح مرشح شركسي اخر لم يعلن عن اسمه حتى وقت متأخر وانا شاهد على ذلك حيث قاموا بنقل صوتي ولكن ليس لمرشح المبادرة وانما لمرشح اخر .

لن احكم على تلك الفترة وعن اجتماع الاجماع الذي لم يحضره سوى العدد القليل من ابناء العشيرة وعن نتائج الانتخابات ولكن اي مراقب من الخارج يمكن ان يصل الى النتيجتين التاليتين ، الاولى واضحة ولكن الثانية مخفية وتحتاج الى تفكير عميق .

اولا : ان ما حدث هو تفتيت لاصوات العشيرة بين مرشحين الامر الذي قاد الى فوز الصديق النائب تامر بينو ، فشل الاجماع لعدم وجود نظام خاص مسبق لاختيار مرشح اجماع للشراكسة على خلاف اخوتنا الشيشان ، حيث ان نظام مجلسهم العشائري ينظم هذا الامر حيت هنالك نظام مرفق بنظام مجلسهم العشائري لانتخاب مرشح اجماع للانتخابات النيابية والبلدية .

ثانيا : وهو الامر الغامض حيث ان عملية نقل الاصوات فرغت الدائرة السادسة من اصوات كثيرة كانت ستقلب نتيجة الانتخابات في تلك الدائرة وهذا امر لم يدركه كثيرون ، واكرر في السياسة لا نوايا حسنة وانما مصالح اما ان تتضارب واما ان تتقاطع .

جاء الحراك العشوائي من مقاطعة ثم نقل الاصوات لينعكس على نتيجة الانتخابات في الدائرة السادسة اكثر مما انعكس اثره في الدائرة الخامسة فبقيت توازنات القوى كما كانت سابقا فلم يتغير شيئ ، كما اثر ذلك ايضا على المرشحين مما احرج الحكومة التي ارادت زيادة عدد المرشحين الشراكسة في السادسة ولكن لم يتقدم سوى مرشحين اثنين على الرغم من رغبة الحكومة زيادة عدد المرشحين لنفي دعوات المقاطعة التي سادت على مستوى المملكة ، حيث قامت الحكومة بزيادة اعداد المرشحين وكانت انتخابات 2010 لا تختلف عن انتخابات 2007 كثيرا وهو ما صرح به احد المسؤولين السابقين بصورة غير مباشرة .

بذات الوقت بدأ التحضير لانتخابات الجمعية التي اتخذت طابعا ثأريا نوعا ما حيث خاضت قائمتين الانتخابات ولكن كانت عملية اقالة مجلس امناء مدرسة الامير حمزة هي العنوان الخفي للانتخابات وما تبع ذلك من مناكفات بين قائمة المستقبل وفروع جرش والزرقاء وناعور ، حيث كانت قائمة المستقبل تحاسب على اعمال الادارة السابقة التي ترأسها لدورتين الباشا اسحق مولا الذي وضع قائمة المستقبل في موقف حرج في الاجتماع الذي عقد بمكتب الاخ عادل رمضان .

ساتابع الحديث عن الانتخابات وما تزامن من احداث خلال تلك الفترة ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق