بحث في JanNewsNet

Translate

الأحد، 12 مايو 2013

جمال سليمان ضائع بين حمص وباريس ونجدة انزور جندي في ‘جيش الممانعة’



غموض كبير وضبابية قصوى باتت تكتنف كل الاخبار الواردة من سورياالممزقة والمقدمة على طبق من ذهب لكل الطامعين الطامحين لقطف تلك الوردة الذابلة الايلة للسقوط وسط برك وانهار من الدماء افتتحها نظام يبطش بالصغير قبل الكبير في سبيل ترسيخ قاعدة النهب والسلب والقتل التي تأسس عليها، ووسط هذه الصورة القاتمة لم يسلم احد من التلاعب والتزوير الفاضح بابسط شروط الامانة والصدق في نقل المعلومات وتحول الجميع الى ادوات تبجل هذا وتبخس ذاك انتصارا لفريق على اخر متناسين طرفا صعبا (او بالاحرى رقما يسهل التلفظ به في نشرات الاخبار).
في كل هذه المعادلة الخرقاء اسمه الشعب الذي صرخ باعلى صوته رافضا الذل والخنوع واضعا الحرية كهدف نبيل وسام نصب عينيه ولكن من يهتم لهذا الشعب الان والذي تحول الى ‘مطية ‘ من لدن الطرفين المخبولين بشهوة السلطة؟ قطعا الحديث عن جرح سوريا ومآسيها لن ينتهي لطالما بقي هنالك نظام بهذه ‘الشهية المفتوحة’ للجثث ومعارضة مريضة متقاعسة عاجزة عن الارتقاء بدورها وتجاوز دور ‘التلميذ النجيب’ لدول الخليج والغرب ولكن النقطة المبهمة و الخطيرة التي تشغل البال بل وتقشعر لها الابدان تتجلى في الكم الهائل من المعلومات الخاطئة التي تتلقفها وسائل الاعلام وتعمل على تسويقها باسلوب سخيف يزيد الطين بلة ويحيلنا على الاستفسار عن حجم المسؤولية الملقاة على هذا الجهاز ودوره في تأجيج الصراع وزيادة ‘غلة ‘ الخسائر في الارواح وحتى البنى التحتية، ومع ‘سطوة’ الاعلام وبروزه بهذا الشكل المخيف يجدر بنا التساؤل عن سر خفوت دور المثقفين والفنانين بالمقابل طالما انهم يشكلون رافدا لا غنى عنه (من المفروض انهم كذلك) في تشكيل الوعي وبناء جسور الثقة والارتقاء بمطالب الشعب العادلة والمشروعة استنادا الى نظرتهم الوازنة والشاملة للامور و ‘لافقهم الواسع ‘ في تقييم المواضيع، بعيدا عن التجني لم نلمس البتة كل هذه ‘الخصال الفريدة ‘ لدى الفنانين ممن يجيدون العويل والصراخ طوال النهار متنقلين بين فضائيات متناحرة فيما بينها او بين مواقع الكترونية غزت المشهد بشكل مريب، فيما نصب العديد من الفنانين انفسهم ابواقا للنظام القاتل واكتفى اخرون بالتزام الصمت مكتفين بالهرب حفاظا على ‘مكاسبهم’ السابقة، بينما حازت اسماء اخرى على قلوب الاحرار من الشعب السوري بوقوفهم في خندق الحق بل والمغامرة بحياتهم فداء و قربانا للثورة وللحرية الغالية وهذا ما جعلهم عرضة وهدفا مباشرا لحملات تشويه تستهدفهم من لدن ‘جيوش ‘ النظام الجرارة ولعل فيما يحدث حاليا مع الفنان النجم جمال سليمان دليل صارخ على ‘وضاعة’ هؤلاء ممن يمثلون اعلام ‘الممانعة ‘ فكيف يتم اتهام بطل ‘صلاح الدين الايوبي ‘ بالتواجد في حمص مستعينين بصورة ملفقة له مع احد جنود الجيش الحر لتوزيع المال برعاية قطرية على الكتائب المسلحة هناك؟ وهذا ما نفاه الاخير جملة وتفصيلا مستغربا لغباوة من اطلقوا هكذا ‘اخبارا زائفة’ ذلك ان دخوله الى بلده الام لا يحتاج لكل هذا الغموض وهذه الاساليب ‘البوليسية’. شخصيا يحز في نفسي كثيرا ان تتحول زيارة ‘الشام ‘ الى ‘شبهة’ وتحتاج لعشرات التبريرات كي لا يساء الفهم ويبقى السؤال العريض ما كل هذا ‘الاستخفاف’ بعقل المشاهد والقارئ فاثناء الترويج لتلك الشائعات كان بطل ‘صقر قريش’ من ضيوف الملتقى الفكري السوري بالعاصمة الفرنسية باريس بل وضيفا على قناة العربية مع الاعلامية نجوى قاسم لمناقشة حيثيات تلك المبادرة وسبل نجاحها. قد يبدو هذا النموذج مثالا صارخا اخر على الحرب الشعواء التي تشن في السر والعلن على من اعلنوها مدوية في وجه النظام وجبروته وفضلوا الاصطفاف في خندق الشعب والحرية ولكن المخيف يتجلى في سعي الكثيرين الى تحويل سوريا الى ‘افغانستان ‘ جديدة وهذا ما يثير الهلع في نفوس الغيورين على وطن عزيز على قلب كل عربي ..{الله يستر } ..

مخرج ضاع في الزحمة

منذ انطلاق الشرارة الاولى للثورة السورية عرفت علاقة الفنانين السوريين فترات مد وجزر ومحاولات يائسة من البعض للتكفير عن ‘غلطة عمرهم ‘ ومحاولة اللحاق بالركب ولو متأخرا (فان تصل متاخرا خير من الا تصل ابدا)، لكن المخرج السوري نجدة انزور يابى التفريط في ‘ بمبادئه’ مستخدما كالعادة كلماته المنمقة وشعاراته الطويلة العريضة المستمدة من قاموس النظام السوري الذي بات احد ابرز ‘اقطابه’،المقربين من الرجل يدركون جيدا مدى حرصه الشديد على التغريد خارج السرب وما سلسلة اعماله المثيرة للجدل الا دليل قاطع على ‘الصخب’ و ‘الهالة ‘ التي يصر صاحب ‘نهاية رجل شجاع′ على ملازمتها اينما حل وارتحل. آخر شطحاته بل و ‘احطها’ تتجلى في اصراره على تصوير مشاهد خاصة بعمله الجديد المعد للعرض في رمضان المقبل بعنوان ‘تحت سماء الوطن’ والذي يحتوي على ثلاثيات منفصلة في مدينة داريا بريف دمشق وسط الدمار الهائل الذي لحق بها جراء المعارك الطاحنة التي عرفتها المنطقة بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش الحر التي احكمت قبضتها على مساحات واسعة منها والحقت بجنود النظام خسائر فادحة، ولعل هذا ما شجع انزور على الانخراط في اللعبة واستكمال المهمة التي فشل التلفزيون السوري الرسمي في تنفيذها على اكمل وجه والدليل اختياره لاجزاء ما تزال تحت سيطرة الجيش النظامي لتنفيذ المشاهد عليها مستعينا بجيش ‘عرمرم’ من الصحفيين والمصورين لتغطية ‘الحدث ‘. انزور كعادته استغل الموقف والظرفية لتسويق خطابات تضرب في شتى الاتجاهات لعل اغربها بل وأطرفها اصراره على ‘حيادية’ العمل ولعمري انها لدعاية تنضوي في سياق متصل بالخطابات الساذجة والتمثيليات الهاوية التي يروج لها الاعلام الرسمي عموما منذ بداية الثورة السورية، فكيف لعمل من انتاج (المؤسسة العامة للانتاج التلفزيوني والسينمائي) الرسمية السورية ان يطرح مواضيع تخالف توجهات السير العام للنظام ؟ وكيف سيسمح هذا النظام وجيشه ‘المقاوم’ لانزور وطاقمه بالتصوير لو لم يحصل على ضمانات وكله ثقة في الصورة التي سيقدمها المسلسل (وما يجري حاليا مع طاقم مسلسل ‘الولادة من الخاصرة الجزء الثالث’ المهدد بالايقاف لامتناع الرقابة عن الترخيص له الا دليل على الازداوجية المتبعة في التعاطي مع النصوص)؟ وهو من يكتم على انفاس المبدعين الاحرار ويزج بهم في السجون والمعتقلات، وعندما يقول مخرج ‘البلاط’ انه ‘هنا لنقل الحقيقة المغايرة لما يطرحه الاعلام’ فكيف بامكان المشاهد تصديقه وهو المتشح بالزي الموصوم من قبل كل السوريين؟ تبقى نقطة غاية في التعقيد ومن المحتمل ان تعرف تصعيدا ملحوظا في الايام المقبلة وتنحسر في اسماء الكتاب المشاركين في تاليف المسلسل والموزعين بين عشرة كتاب بعضهم معروف بارائه المؤيدة للثورة وهنا نتنظر من هؤلاء رد فعل شجاع والانتفاض في وجه المؤسسة ‘وابنها البار’ لأن سمعتهم على المحك حقيقة وليس من باب الاعتباط ان يبادر المكلفون بالانتاج الى اعلان تمسكهم بالنصوص ورفضهم لاي مقترحات تحت التعديل تحت اي ظرف ولعلها اشارة صار من اللازم التقاطها بل والتعامل معها بحزم لان الموضوع لا يحتمل القسمة على اثنين ،في انتظار ذلك لا نملك غير ‘الاسف’ على ضياع موهبة مخرج ضاع وسط ‘الزحمة’ واغراءات التقرب من السلطة ناسيا او متناسيا ان المعيار الحقيقي للنجاح يستمد من درجة القرب من الشعب والمواطن البسيط (بوصلة النجاح).. يا خسارة ..

ياسر العظمة الانسان

مرايا ياسر العظمة معين لا ينضب عبرت بصدق وجرأة منقطعة النظير عن هموم وامال المواطن البسيط مما اعطاها مكانة لا تناقش في قلوب الكثيرين في عموم الوطن العربي، ومع كل هذه ‘الحظوة’ وهذه الشعبية الجارفة ظلت فئة اخرى تتساءل تحت دوافع الحب والاعجاب عن سر غياب مهندسها الاول الفنان ياسر العظمة عن المشهد الاعلامي بشكل كلي مكتفيا ‘بمراياه’ كي تنقل هواجسه هو الاخر وكي تكون صلة وصل بينه وبين عشاقه الكثر، لكن هذه ‘الغصة ‘ زالت كليا (احسب ذلك) مع اندلاع الثورة السورية حيث لم تساور الشكوك معجبيه في الموقف الذي يمكن ان يعمد اليه ذلك ‘النجم المجهول’ بعد صدماتهم المتكررة مع اسماء اخرى (لن ترتقي اكيد لمكانة بطل المرايا) ارتأت ان تدير ظهرها لارادة الشعب السوري، وفعلا لم تخب توقعاتهم اذ كان هذا الاخير من اوائل المؤيدين للثورة مستعينا بصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) للتاكيد على موقفه المميز هذا بل ولانه دوما شكل معادلة صعبة واسما لا يضاهى في كل خطواته فقد حول منزله الشخصي الى مأوى للنازحين من رحى المعارك الطاحنة في منطقة ‘بلودان’ في خطوة اخرى تكشف المعدن النفيس لهذا الانسان الخلوق والذي ظل دوما لسان حال كل الشرفاء في ربوع الوطن العربي ،ختاما تقرر تصوير جزء جديد من السلسلة الشهيرة ‘مرايا ‘ في الجزائر هذه المرة لاستحالة التصوير حاليا في سوريا مع مشاركة خاصة للفنانين الجزائريين في خطوة اخرى رائعة، لكن يبقى السؤال باي حال ستعود المرايا هذه السنة بعيدا عن سحر ‘الشام ‘ وحاراتها وبساطة اهلها ؟ .. لك الله يا سوريا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق