بحث في JanNewsNet

Translate

السبت، 4 مايو 2013

"الأردن والعرب " وأولمبياد سوجي 2014


                                                                                                                  المصدر عمون الاخباريه 

د.حسام العتوم

الشتاء القادم ليس ببعيد وأولمبياد سوجي على شاطئ البحر الأسود الجميل جنوب الفدرالية الروسية قادم ايضاً لا محاله، وفي نجاحه إنجاز كبير ليس لروسيا وقومياتها العديدة الممتدة على مساحة عملاقة من الجغرافيا تفوق ال 17 مليون كيلومتر مربع ولكن لكل الدول الصديقة لها على خارطة العالم، ويوجد فرق بين السياسة والرياضة، ففي وسط السياسة تجد الوئام والخصام، وفي الرياضة تجد السلام والمحبة والتفاؤل وحب العمل والنجاح والبحث عن المستقبل المشرق، والأصل هو ان نعطي المجال لصوت الرياضة أن يصدح كلما إعتلت امواج الإختناقات السياسية بين الغرب والشرق أو بالعكس، ففي نهاية المطاف العالم بيتنا جميعاً ولا مسكن آخر لنا غيره، والروس كما باقي شعوب العالم يحبون وطنهم كثيراً فلقد قال شاعرهم سيرجي يسينين للقرن العشرين "لو أن السماء إنفتحت ودعتنا إلى هناك لطلبا البقاء في وطننا"، وفي المقابل هم باحثون عن السلام الدائم ليس لهم فقط ولكن لكل شعوب الأرض، وأول اولمبياد في التاريخ كان صيفياً في بلاد اليونان عام 1896 وإفتتحه الملك جورج الأول ودفع تكلفة بناء أستاده اليوناني الثري جورج أفيروف، وإستمرت هذه الألعاب الدولية تنعقد مرة كل سنتين ولم تتوقف إلا في الحرب العالمية الثانية 1940/1945، وتم تشكيل أول لجنة أولمبية عام 1894 بجهد بارون كوبرتان، وأول أولمبياد إنعقد في عاصمة السوفييت موسكو صيف عام 1980 وإستطاع أن يحقق نجاحات نوعية جمة رغم مقاطعة أمريكا والغرب له بسبب إندلاع الحرب الباردة العالمية من جهة الغرب الأمريكي مع البناء السوفيتي، ولدخول السوفييت إلى أفغانستان عام 1979 دون إستئذان الغرب، فلقد شاركت 81 دولة من أصل 140 دولة، وحقق السوفييت بقيادة روسيا" 80 ميدالية ذهبية و69 فضية و46 برونزية" أي 197 ميدالية من أصل 609، وتميزوا بإحتفاظهم حتى الآن بالتفوق في رياضة القنص والرماية بالمسدس، وهم من أرسوا تقليد المهرجانات في الإفتتاح والإختتام. 

هنا أتسائل عن إستعدادات اللجنة الأولمبية الأردنية المبكرة لهذا الحدث التاريخي الرياضي الدولي القادم، وعن إستعدادات العرب لها أيضاً، فأي نجاح وتميز أردني هو عربي، وأي نجاح عربي هو أردني أيضاً، وروسيا ليست بعيدة عنا في الجغرافيا والسياسة والإقتصاد والثقافة والرياضة، وهي تطلق علينا نحن العرب لقب "الشرق القريب" وسبق لها أن إستقبلت في معاهدها وجامعاتها آلاف الطلبة الأردنيين والعرب مجاناً ولا زالت ترحب بالتدريس المجاني محدود المقاعد وبغيره مدفوع الأجر، وبلغ حجم التبادل التجاري مع الأردن أكثر من 500 مليون دولار، ومع العرب وسط الشرق الأوسط وإفريقيا حوالي 14مليار دولار، ويزور جلالة الملك عبدالله الثاني روسيا بشكل متكرر منذ عام 2001، وسبق للرئيس بوتين أن زار الأردن مرتين وكذلك زارنا ميدفيديف عندما كان رئيساً مرة واحدة، وأصبح الأردن بالنسبة لروسيا ولدول العالم قبلةً للحج المسيحي وتحديداً في منطقة المغطس حيث تعمد السيد المسيح هناك بإعتراف الفاتيكان، وننسجم أردنياً مع السياسة الروسية الخارجية ونوازنها مع سياسة أمريكا الخارجية، وروسيا الحديثة تختلف عن أيام الحقبة السوفيتية، وهي غير مسؤولة عن مغامرات ستالين "الجورجي" السيبيريه رغم نجاحاته المشهودة في صد عدوان أدولف هتلر، وناسها الطيبون يعتذرون عن الماضي السوفيتي السحيق، والدولة الروسية اليوم معنية أكثر من أي وقت مضى بتعزيز عرى التعايش مع كافة قومياتها خاصةً القفقاسية منها، والفلكلور الشعبي "الروسي/ الشركسي/ الشيشاني/ الداغستاني/ الآرمني وغيره" هو الأعظم والأروع في مسرح الحاضر والتاريخ، والإعتراف الروسي بإستقلاله أبخازيا وجنوب أوسيتيا نجاح نسجله للتاريخ، والموقف الجورجي من أولمبياد سوجي نتأمل أن يتغير بإتجاه المشاركة رغم أنه لا زال يتأرجح هذه الأيام بين التأييد والمعارضة، وحوار الثقافات والأديان والشعوب هو المطلوب اليوم ولا مكان للعنف والإرهاب لا سمح الله بعد اليوم.

تقول النكتة الروسية الشعبية هناك "سئل البحر الأسود عن حزنه الدائم، فأجاب بسبب وجود بحر ميت في الأردن"، ومن الرياضة يجب أن نتعلم المرح وحب الآخر والحرص على العطاء الدائم والعمل على حل المشاكل والقضايا العالقة، ففي روسيا اليوم وخاصة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وكما في بلاد العرب أجيال ظهرت لم تعرف الماضي بكل ما فيه من خطايا ومأسي، وأريد لذاكرتهم أن تسجل الحميد والنافع، وأفضل لسواعدهم أن تبحث عن الجديد، وفي أولمبياد روسيا المقبل فرص عمل جديدة، وميدان للقاء والتعارف، وإستجمام بطبيعة تجمع بين لون الغابات ونبات الشاي الأخضر وأفق البحر الذي يسحرك دون إستأذان إلى مستقبل واعد وعلى طول 15 كيلو متر، وتربة خصبى لعمل شبابي متواصل، وحتى نكون مؤثرين كعرب في القرار الروسي علينا أن نقترب منه في السياسة والإقتصاد أكثر، وحاجة وطننا العربي للتخلص من الإحتلالات والإستعمارات العلنية والسرية والمستوطنات والإعتراف بحق العودة والتعويض اكيدة، ومصادر إحتلالتنا ليست واحدة فهي إسرائيلية بتواطئ أمريكي، وهي إيرانية وإسبانية أيضاً، وما دمنا غير موحدين، ولم نحسن الإصغاء لنداء ثورتنا العربية الكبرى المجيدة بهذا الإتجاه سنبقى بأمس الحاجة لأكثر من فيتو يصدر عن مجلس الأمن لطرد المحتل عن أرض العرب، وحتى نلتقي معكم في أولمبياد سوجي لكم مني أجمل تحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق