
المصدر :"أنباء موسكو"
إذ اعتبرت ناتاليا ناروتشنيتسكايا، رئيسة معهد باريس للديمقراطية والتعاون وعضو مجلس إدارة الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، أن "المأساة السورية تقود الإقليم كله إلى الهاوية في حال استمرار السياسة الغربية الحالية التي تهدد بانهيار كامل للتوازن الإثني والطائفي في سوريا والبلدان المجاورة".
واستغربت ناروتشنيتسكايا خلال مؤتمر صحفي في وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، اليوم الجمعة، سياسة فرنسا تجاه سوريا ومدها يد العون لمن أسمتهم "أطرافا راديكالية قد يضرون لاحقا بمصالحها في المنطقة".
وقالت: "رغم أن فرنسا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بذلت الكثير من الجهد لخلق نخبة من جيل موال لها وللغرب عموما، إلا أن تجربة ليبيا تظهر أن النخب الموالية للغرب والراغبة بالديمقراطية قد سحقت من قبل الراديكاليين، الذين يديرون هذه النزاعات. لذا من الصعب فهم ماهية الفوائد الجيواستراتيجية التي ستجنيها فرنسا من دعمها للأطراف الراديكالية في سوريا حاليا"، مشيرة إلى أن "فرنسا تنتهج سياسة قد تضر بمصالحها وقد تتضرر أوروبا نفسها من جراء ذلك كأقرب جار للشرق الأوسط".
وأعربت ناروتشنيتسكايا عن قناعتها بأن الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا تضع نصب أعينها إبادة الأقليات الأخرى وقالت: "إذ كان بالإمكان اليوم القول بأن سوريين فعلا هم من خرجوا في بداية الأحداث بمظاهرات، رغم أننا نعلم تقنيات "الثورات البرتقالية"، إلا أن الوضع السوري تغير حاليا، ومأساة حمص تشهد بذلك.. نحن نعلم أن 30% من سكان سوريا مهددون اليوم بالإبادة الجماعية بمن فيهم المسيحيون والعلويون".
ولفتت إلى أن مصير المسيحيين محط اهتمام الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية التي تمتلك صفة استشارية في المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
أكدت ناروتشنيتسكايا أن الجمعية تستخدم بشكل منهجي دائم منابر الأمم المتحدة، ومنها منبر مجلس حقوق الإنسان في جنيف للكشف عن حقيقة ما يجري في سوريا.
من جانبها شددت يلينا أغابوفا، نائبة رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، على ضرورة أن تضع المنظمات الإقليمية والدولية آلية فعالة لمواجهة ما أسمته "التمييز على أساس ديني"، مؤكدة أن الجمعية ستقوم دائما بتقديم مثل هذه الاقتراحات عبر منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها.
وقدمت أغابوفا لمحة تاريخية عن الجمعية الأمبرطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، مشيرة إلى مهامها الإنسانية والتنويرية والتبشيرية والعلمية الهادفة إلى "الحفاظ على القيم الثقافية والروحية المسيحية وإقامة علاقات صداقة مع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط".
وبينت أغابوفا أن الجمعية بنت على مدى عقود المدارس والمراكز الثقافية والمتاحف في الأراضي المقدسة. وقالت: "قبل أيام وضعنا حجر أساس في بيت لحم لبناء مدرسة جديدة للشعب الفلسطيني، وهذه متابعة جيدة لتقاليد الجمعية"، مشيرة إلى أن الجمعية شيدت في منطقة الشرق الأوسط قبل الثورات الحالية أكثر من 100 مدرسة، منها 30 في سوريا وأن مرتاديها "يشعرون إلى الآن بالامتنان إذ بقي في أذهان الناس أن الروس كانوا على الدوام يحملون رسالة روحية ورسالة سلام إلى هذه الأرض"، حسب تعبيرها.
وقالت أغابوفا:"نحن نشعر بألم عميق جدا لما يحدث حاليا في سوريا لأننا نعي جيدا أن هذا البلد هو مهد المسيحية ومهد الحضارات .. في سوريا تتدمر اليوم ليس فقط المباني بل ويجري كسر أجواء التسامح الديني وحسن الجوار بين مختلف الطوائف الدينية والقوميات التي تعايشت هناك على مر القرون، والواضح حتى للشخص البعيد عن السياسة أن ما يحدث في سوريا لا يصب في مسار المصالحة القومية".
وكشفت أغابوفا أن الجمعية الإمبراطورية شكلت مجموعة عمل لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتقوم حاليا بمراقبة الوضع، إضافة إلى "تنظيم حملة لجمع تبرعات ومساعدات إنسانية للشعب السوري عموما وليس للمسيحيين فحسب، وسنسلم شحنة المساعدات إلى الجمهورية العربية السورية في السابع عشر من أبريل/نيسان في ذكرى الجلاء".
وقالت: " نحن نعتبر أنفسنا قوة مدنية روسية وهذه الجمعية تتمتع بثقة كبيرة لدى جميع طبقات المجتمع السوري وبإمكاننا من وجهة نظر ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية عمل الكثير بما في ذلك المساعدة على تسوية الوضع في سوريا."
وحول حيثيات هذه الحملة أكد أوليغ فومين، الرئيس المناوب للجنة الروسية للتضامن مع الشعبين الليبي والسوري وعضو مجلس إدارة الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، أن لجنته قدمت اقتراحا لإرسال هذه المساعدات، وقد لقي دعما من البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وسيتم تجميع هذه المساعدات في "دير دانيال" التابع لبطريركية موسكو، داعيا الجميع للمشاركة في جمع المساعدات والتبرعات المالية والعينية.
وأوضح فومين: "سنرسل شحنة المساعدات عبر خطوط الطيران العربي السوري ونسلمها في وقت واحد إلى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس البطريرك يوحنا العاشر اليازجي ومفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون، وهما بعد ذلك سيتوليان توزيعها، خاصة وأن بين هاتين الشخصيتين علاقات سلام ووئام"، حسب تعبيره.
واعتبر فومين أن "السوريين حتى اليوم يقدمون مثالا يحتذى في التسامح الديني"، وأضاف: "يجب هنا أن نثني على مسيحيي سوريا الذين رغم محاولات الإبعاد عن الأرض السورية ومحاولات الإغواء من قبل الدول الغربية لإخراجهم من الأرض السورية يصرون على البقاء على هذه الأرض لأن جذورهم، كما يقولون، في هذه الأرض التي عاشوا فيها قبل المسلمين بـ7 قرون ، ولن يهجروها رغم كل التضحيات التي يمكن أن يقدمونها، ونحن من جهتنا سنحاول تقديم المساعدة لهم في ذلك".
ولفت فومين إلى أن الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية "أدخلت تعديلات على ميثاقها وباتت تستقطب في عضويتها ليس فقط المسيحيين بل وممثلين عن المسلمين، إذ دخل في عضويتها السفير الفلسطيني في موسكو، وهناك مسلمون فلسطينيون من إسرائيل".
وردا على سؤال لـ"أنباء موسكو" حول مصير الشركس السوريين الذين عادوا إلى روسيا إثر النزاع قال فومين:" قسم من الشركس عاد إلى روسيا وهناك قسم يدعم المتمردين في سوريا والجماعات الإرهابية.. لكن عدد هؤلاء قليل، وهناك قسم يؤيد النظام ويعارض التدخل الخارجي". وأضاف :"نحن نعلم أن للشركس بعض التصرفات المناهضة لروسيا ومن بينهم الشركس في الأردن الذين يقومون أحيانا بمظاهرات أمام سفارتنا في عمان ضد بناء المنشآت الرياضية في منتجع سوتشي بما في ذلك كراسنايا بوليانا، مثلا، لكن الحوار قائم بيننا دائما، ونحن مستعدون دائما للحوار معهم".
واستغربت ناروتشنيتسكايا خلال مؤتمر صحفي في وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، اليوم الجمعة، سياسة فرنسا تجاه سوريا ومدها يد العون لمن أسمتهم "أطرافا راديكالية قد يضرون لاحقا بمصالحها في المنطقة".
وقالت: "رغم أن فرنسا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بذلت الكثير من الجهد لخلق نخبة من جيل موال لها وللغرب عموما، إلا أن تجربة ليبيا تظهر أن النخب الموالية للغرب والراغبة بالديمقراطية قد سحقت من قبل الراديكاليين، الذين يديرون هذه النزاعات. لذا من الصعب فهم ماهية الفوائد الجيواستراتيجية التي ستجنيها فرنسا من دعمها للأطراف الراديكالية في سوريا حاليا"، مشيرة إلى أن "فرنسا تنتهج سياسة قد تضر بمصالحها وقد تتضرر أوروبا نفسها من جراء ذلك كأقرب جار للشرق الأوسط".
وأعربت ناروتشنيتسكايا عن قناعتها بأن الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا تضع نصب أعينها إبادة الأقليات الأخرى وقالت: "إذ كان بالإمكان اليوم القول بأن سوريين فعلا هم من خرجوا في بداية الأحداث بمظاهرات، رغم أننا نعلم تقنيات "الثورات البرتقالية"، إلا أن الوضع السوري تغير حاليا، ومأساة حمص تشهد بذلك.. نحن نعلم أن 30% من سكان سوريا مهددون اليوم بالإبادة الجماعية بمن فيهم المسيحيون والعلويون".
ولفتت إلى أن مصير المسيحيين محط اهتمام الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية التي تمتلك صفة استشارية في المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
أكدت ناروتشنيتسكايا أن الجمعية تستخدم بشكل منهجي دائم منابر الأمم المتحدة، ومنها منبر مجلس حقوق الإنسان في جنيف للكشف عن حقيقة ما يجري في سوريا.
من جانبها شددت يلينا أغابوفا، نائبة رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، على ضرورة أن تضع المنظمات الإقليمية والدولية آلية فعالة لمواجهة ما أسمته "التمييز على أساس ديني"، مؤكدة أن الجمعية ستقوم دائما بتقديم مثل هذه الاقتراحات عبر منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها.
وقدمت أغابوفا لمحة تاريخية عن الجمعية الأمبرطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، مشيرة إلى مهامها الإنسانية والتنويرية والتبشيرية والعلمية الهادفة إلى "الحفاظ على القيم الثقافية والروحية المسيحية وإقامة علاقات صداقة مع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط".
وبينت أغابوفا أن الجمعية بنت على مدى عقود المدارس والمراكز الثقافية والمتاحف في الأراضي المقدسة. وقالت: "قبل أيام وضعنا حجر أساس في بيت لحم لبناء مدرسة جديدة للشعب الفلسطيني، وهذه متابعة جيدة لتقاليد الجمعية"، مشيرة إلى أن الجمعية شيدت في منطقة الشرق الأوسط قبل الثورات الحالية أكثر من 100 مدرسة، منها 30 في سوريا وأن مرتاديها "يشعرون إلى الآن بالامتنان إذ بقي في أذهان الناس أن الروس كانوا على الدوام يحملون رسالة روحية ورسالة سلام إلى هذه الأرض"، حسب تعبيرها.
وقالت أغابوفا:"نحن نشعر بألم عميق جدا لما يحدث حاليا في سوريا لأننا نعي جيدا أن هذا البلد هو مهد المسيحية ومهد الحضارات .. في سوريا تتدمر اليوم ليس فقط المباني بل ويجري كسر أجواء التسامح الديني وحسن الجوار بين مختلف الطوائف الدينية والقوميات التي تعايشت هناك على مر القرون، والواضح حتى للشخص البعيد عن السياسة أن ما يحدث في سوريا لا يصب في مسار المصالحة القومية".
وكشفت أغابوفا أن الجمعية الإمبراطورية شكلت مجموعة عمل لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتقوم حاليا بمراقبة الوضع، إضافة إلى "تنظيم حملة لجمع تبرعات ومساعدات إنسانية للشعب السوري عموما وليس للمسيحيين فحسب، وسنسلم شحنة المساعدات إلى الجمهورية العربية السورية في السابع عشر من أبريل/نيسان في ذكرى الجلاء".
وقالت: " نحن نعتبر أنفسنا قوة مدنية روسية وهذه الجمعية تتمتع بثقة كبيرة لدى جميع طبقات المجتمع السوري وبإمكاننا من وجهة نظر ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية عمل الكثير بما في ذلك المساعدة على تسوية الوضع في سوريا."
وحول حيثيات هذه الحملة أكد أوليغ فومين، الرئيس المناوب للجنة الروسية للتضامن مع الشعبين الليبي والسوري وعضو مجلس إدارة الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، أن لجنته قدمت اقتراحا لإرسال هذه المساعدات، وقد لقي دعما من البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وسيتم تجميع هذه المساعدات في "دير دانيال" التابع لبطريركية موسكو، داعيا الجميع للمشاركة في جمع المساعدات والتبرعات المالية والعينية.
وأوضح فومين: "سنرسل شحنة المساعدات عبر خطوط الطيران العربي السوري ونسلمها في وقت واحد إلى بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس البطريرك يوحنا العاشر اليازجي ومفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون، وهما بعد ذلك سيتوليان توزيعها، خاصة وأن بين هاتين الشخصيتين علاقات سلام ووئام"، حسب تعبيره.
واعتبر فومين أن "السوريين حتى اليوم يقدمون مثالا يحتذى في التسامح الديني"، وأضاف: "يجب هنا أن نثني على مسيحيي سوريا الذين رغم محاولات الإبعاد عن الأرض السورية ومحاولات الإغواء من قبل الدول الغربية لإخراجهم من الأرض السورية يصرون على البقاء على هذه الأرض لأن جذورهم، كما يقولون، في هذه الأرض التي عاشوا فيها قبل المسلمين بـ7 قرون ، ولن يهجروها رغم كل التضحيات التي يمكن أن يقدمونها، ونحن من جهتنا سنحاول تقديم المساعدة لهم في ذلك".
ولفت فومين إلى أن الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية "أدخلت تعديلات على ميثاقها وباتت تستقطب في عضويتها ليس فقط المسيحيين بل وممثلين عن المسلمين، إذ دخل في عضويتها السفير الفلسطيني في موسكو، وهناك مسلمون فلسطينيون من إسرائيل".
وردا على سؤال لـ"أنباء موسكو" حول مصير الشركس السوريين الذين عادوا إلى روسيا إثر النزاع قال فومين:" قسم من الشركس عاد إلى روسيا وهناك قسم يدعم المتمردين في سوريا والجماعات الإرهابية.. لكن عدد هؤلاء قليل، وهناك قسم يؤيد النظام ويعارض التدخل الخارجي". وأضاف :"نحن نعلم أن للشركس بعض التصرفات المناهضة لروسيا ومن بينهم الشركس في الأردن الذين يقومون أحيانا بمظاهرات أمام سفارتنا في عمان ضد بناء المنشآت الرياضية في منتجع سوتشي بما في ذلك كراسنايا بوليانا، مثلا، لكن الحوار قائم بيننا دائما، ونحن مستعدون دائما للحوار معهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق