العقبة- إبراهيم السواعير - قالت مساعد مدير قرية الأطفال SOS العقبة فريال نباص إنّ القرية تؤمن بأهمية الإبداع الذي يمكن استثماره لدى أبنائها؛ مبينةً أهميّة الكتابة الإبداعية في القصة والشعر والخاطرة، والموسيقى والرسم وما يمكن التدريب عليه في تنمية مواهب الأطفال.
وأضافت نباص، في سياق تعاون القرية مع مديرية ثقافة العقبة في ور شات صحافة الطفل والكتابة الإبداعية والرسم، أنّها وجدت تجاوباً طيباً عبّر عنه الأطفال في القرية التي هي جمعية محلية خاصة لا تنتمي لأي من التيارات السياسية أو الدينية أو العرقية أو ما شابه وتعمل تحت مضلة وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن.
قالت نباص إنّ الفن والأدب جانب مشرق في حياة الأطفال، فكما تسعى القرية إلى تحقيق الحياة الكريمة لأطفال أردنيين أيتام ومحرومين وذلك برعايتها لهم منذ لحظة انتمائهم للقرى وحتى انطلاقهم إلى بيوت الشباب والشابات ليخوضوا بعدها غمار الحياة باستقلالية واعتماد كلي على النفس ليصبحوا أفراداً منتجين فعالين لخدمة أنفسهم ومجتمعهم و وطنهم.. فإنّها تؤكّد قيمة التعبير الادبي والفني والتشارك مستقبلاً مع المبدعين في المجتمع وقطف الجوائز التي تكون انبنت على ما تم استثماره في مراحل الطفولة المتنوعة.
تذكر نباص جهود مديرة الجمعية لينا مولا في تطوير العمل والارتقاء به، مبينةً أنّه في عام 2010 وبعد أن فازت قرية العقبة بالجائزة الأولى لتميزها ولعطائها الدائم في خدمة الأطفال والمجتمع المحلي مما أهلها للحصول على منحة مالية مقدمة من الوكالة الدولية الأمريكية USAID-العقبة ، تمّ وبإيعاز من مديرة الجمعية رصد مبلغ المنحة لاستكمال تجهيز المركز الاجتماعي و إنشاء قاعة للرسم وقاعة أخرى للموسيقى وتجهيزهم بكافة الوسائل والمعدات المطلوبة.
وهو ما أدى إلى تطوير سلوك الأطفال إيجابياً من خلال النشاطات والمشاركات الخارجية المبرمجة مما كان لها الأثر الطيب بفوز أطفال من القرية في المراكز الأولى في العديد من المشاركات الدولية والمحلية في الرسم والموسيقى، إلى جانب قيام إدارة القرية بتأمين المتطوعين من المعلمين المختصين لمساعدة أطفال القرية أكاديمياً في جميع المواد الدراسية وعلى مدار العام الدراسي والتشبيك مع جميع مؤسسات المجتمع المدني في محافظة العقبة، واستقبال القرية على مدار العام الكفلاء والمتطوعين وأصدقاء القرية الذين يأتون من مختلف دول العالم.
من جانب آخر ألقت نباص الضوء على الجمعية التي تعمل بروح ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص حقوق الطفل، حيث تسير على المنهج العائلي الذي يستند إلى رعاية للطفل طويلة الأمد والمتمثلة في أربعة مبادئ هي الأم والإخوة والأخوات والبيت والقرية، وقالت لـ(الرأي) إنّ الجمعية ترعى حالياً ما يزيد عن ثلاثمائة طفل في قراها الثلاثة في عمان والعقبة واربد وفي بيوت الشباب والشابات الثمانية التابعة لها.
قالت نباص إنّ قرية العقبة التي تم افتتاحها برعاية ملكية من المللك الحسين بن طلال عام 1992 كانت تضم ثمانية بيوت أسرية ومنذ ذلك الوقت أخذت على عاتقها تربية وتوفير الأسر البديلة للأطفال والمحرومين من كلا الجنسين.
وأضافت نباص أنّه في عام 2006 وبعد تسلم لينا مولا إدارة الجمعية الحالية ظهرت نشاطاتها وجهودها المميزة في هذا المجال، إذ قامت بعملية التطوير التربوية في القرية، فأضافت البيت التاسع لإيواء ستة أخوة بيولوجيين، كما قامت أيضاً بفتح المباني المغلقة لسنوات في القرية، وبجهودها الشخصية قامت بالاتصال بالأشقاء العرب والمتبرعين من الدول العربية الشقيقة والمؤسسات الداعمة من داخل الوطن حيث تم بناء بيت للشابات و آخر للشباب خريجي القرى لوقف المعاناة من تأمين إيجار المباني وظلم المالكين.. كما قامت بإعادة تأهيل مبنى الإسكواش القديم وتحويله إلى مركز اجتماعي متكامل يضم مختبراً للحاسوب ومكتبة تضم مئات الكتب وإضافة صفين للروضة التابعة للقرية لاستكمال عملية دمج أطفال القرية مع أطفال المجتمع الخارجي.
لتستمر هذه القرية في عطائها الدائم والمستمر، قالت نباص إنها تناشد أبناء الوطن كافة و أبناء العقبة خاصة بالتوجه إلى القرية لتقديم الدعم المعنوي والمادي للأطفال الأيتام والمحرومين ومد يد العون وتأمين الوظائف لخريجي هذه القرى، خاصة إن هناك عدداً لابأس به من خريجي المعاهد والجامعات.
وقالت نباص إنّ جهود الإدارة كانت واضحة لمديرة الجمعية بالاتصال مع الجهات الأمنية العليا لقبول الشابات الخريجات من القرى للإنخراط في سلك الأمن العام – الشرطة النسائية – حيث أثمرت جهودها على التحاق ثلاثة شابات من قرية العقبة ليصبحن من أنجح الشابات بعد أن أكملن الدورة التدريبية الخاصة كشرطة نسائية وهن الآن يعملن ضمن كوادر الأمن العام في مختلف الدوائر الأمنية.
وختمت نباص انّ عدد بيوت قرية العقبة 9 بيوت أسرية، بعدد أمهات 9، و أمهات بديلات لبناء علاقة وثيقة وتوفير الحماية والأمن والمحبة والعطف للأطفال، وبوجود خالات عدد 4 لأخذ دور الأم في حالة غياب الأم خلال إجازتها أو خروجها للتسوق، كما أنّ عدد الأطفال في قرية العقبة 69 طفلاً، تتراوح أعمارهم من عام إلى 14 عاماً. وقالت إنّ كادراً تربوياً إدارياً متكاملاً في القرية لتأمين احتياجات الأم والأطفال في جميع النواحي المعنوية والمالية والإدارية، إذ يوجد في القرية روضة نموذجية تضم 7 صفوف دراسية، تمهيدي وبستان، وقالت إنّ هذه الروضة تعتبر من أفضل رياض الأطفال على مستوى المحافظة حيث فازت بالمركز الأول على مدار 3 سنوات متتالية.