بحث في JanNewsNet

Translate

الأحد، 23 ديسمبر 2012

مربعانية الامس و اليوم ..يوسف جيكات





 بقلم : يوسف جيكات

المربعانية اشد اشهر السنة بردا , و منذ الطفولة نسمع هذه الكلمة بخوف من البرد و الرعد و الاهل يتابعون منسوب السدود في الاردن بفرح و امل , في دولة هي الرابعة عالميا بالفقر المائي ولكن كان لدى الناس اهتمام بالغ بمتابعة نسب السدود بعد كل بخة مطر و كانها سدودهم ,, و كانهم جميعا مزارعين يريدون الحياة لارضهم .
ذهبت السنين بما تحملها من ذكريات , لصوبة البواري الجميلة القديمة بالصناعة السورية التي تعمل على الكاز و قشرة الليمون عليها , و صوبة الفوجيكا المتنقلة من غرفة الى اخرى و رائحة الدفء بالميرمية تملأ المنزل باكمله . و في محاولة تكريم الضيف كانت تعمل صوبة الغاز و لم نكن نذكر سوى الفرح و الحب في المنازل .
اذكر اليوم شعار "نحو اردن اخضر عام 2000 " و عدد الشجيرات الذي زرعناه حول مدرستي العسكرية لازورها اليوم ولا اجد لها اثر ,, ذكريات لا يشعر بها الا من امسك التراب بيديه و شعر بانه جزء منه .. ذلك حين كنا اطفال ..
اليوم لم يعد هناك اهتمام باخبار السدود و المياه لان هناك يقين ان رفع اسعار سوف يتم على الصيف لاستغلال حجة شح الموارد المائية بغض النظر عن النسبة , اليوم في الاردن مزارع تسقى مجانا و تصدر الى الخارج , اليوم في الاردن لم يعد هناك رائحة دفء في معظم بيوت الاردنيين الذين تكلم عنهم رئيس الوزراء ان لن يمسهم الرفع شيئا .. اليوم اقتلعنا صوبة البواري من اساسها لانها مكلفة جدا , اليوم جرة الغاز اصبحت يرسم عليها النكت بان دخولها المنزل عرس و فراقها عزاء و صوبات الفوجيكا مستعملة تملأ بسطات سقف السيل لانها لم يعد لها مكان في منازل الاردنيين .
اليوم لم يعد الاردنيون يشعرون بانهم جميعا مزارعون في ارضهم و السدود سدودهم و الثروات لهم , و كانها لغيرنا و نحن ما علينا سوى الدفع , من هم ؟!!
اليوم ليس كالامس ابدا و رائحة الدفء تحولت الى برد جائر و فقر يحاصر الناس في المنازل , اليوم و اليوم فقط لا اهتم بتسجيل المرشحين و لا بالقوائم السياسية و لا بكلام رئيس الوزراء عن رفع اسعار قادم ... اليوم فقط سوف ابقى مع ذكرياتي الدافئة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق