هل ندفع ثمن احتجاجنا امام السفارات الروسية !!!

جانتي زهدي نورالدين ( ليشة - ابزاخ )

جرت عادة خلال السنتين الماضيتين بتنظيم وقفات صمت احتجاجية امام السفارة الروسية بعمان وغيرها من العواصم للمطالبة بالحقوق المسلوبة للامة الشركسية ومنع اقامة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة صوتشي الشركسية الجذور .
اليوم يتعرض الشراكسة في سوريا الى مذابح وعمليات اغتصاب وتهجير جماعي بعد 200 عاما من تهجيرهم من قبل القياصرة ، فتشتتوا مجددا بين الاردن وتركيا وربما دول اخرى وهنا في الاردن تزداد اعدادهم يوما بعد يوم .
اعود الى تسعينييات القرن الماضي حيث تعرضت منطقة كوسفو في يوغوسلافيا السابقة التي تقطنها اقلية شركسية الى عمليات ابادة ولكن لم تطل اهلنا الشراكسة والسبب تدخل الحكومة الروسية انذاك حيث قامت طائرات عملاقة باخلاء جميع الاسر الشركسية واعادة توطينهم في منطقة الاديغية باعتبار معظمهم من قبائل الابزاخ .
على الصعيد العائلي نرتبط مع بعض العائلات بعلاقات نسب كما انني اذكر الكثيرين من شراكسة يوغوسلافيا السابقة الذين درسوا مطلع تسعينييات القرن الماضي العلوم الاسلامية في عمان ومنهم نجم الدين ومحمد وهم حاليا يعملون وعاظا وأئمة في منطقة الاديغيه وكانوا من العائدين الى الوطن الام .
وقبل شهور غادر ابن عمي - امه رحمها الله من شراكسة يوغوسلافيا - الى الاديغية لاكمال دراسته ويعيش حاليا مع اخواله هناك .
اعود الان الى تلك الوقفات والاحتجاجات وسأترك الحكم لكم ولكن اتمنى من الجميع التفكير بما يلي :
- هل ساهمت هذه الاحتجاجات بتغير الموقف الروسي حيال الشراكسة !!!
- هل ادت تلك الوقفات الى تعنت الروس وتخليهم عن الشراكسة في الازمة الحالية التي يتعرض لها اخوتنا في سوريا !!!
- هل تدفع امتنا الشركسية الان ثمن تلك الاحتجاجات من دمائهم !!!
- على صعيد اخر هل قدم القزم الجورجي أي مساعدات تذكر وان كانت معنوية في هذه الازمة ؟؟؟
لنقارن بين الموقف الروسي في كوسوفو والان ربما سنجد اجابة ...
شحضيا وكثيرون مثلي لن نقايض قطرة دم شركسية بوقفة اعلامية دعائية امام أي سفارة روسية .
لا اعتبر ما كتبت مقالا وانما دعوة عصف الفكري لاعادة النظر في المواقف فنحن امة مشتتة والسياسة فن الممكن وبالنهاية الاهداف السياسية ترتبط بمصالح امتنا وأبنائها .