جانتي نورالدين يكتب
استاء من اولئك الذين يطلقون علينا كمجلس لقب " الموالاة " وهم انفسهم يطلقون على الحراك لقب " المعارضة " ، كلنا موالون للنظام السياسي الاردني بمفهومه العام الذي يتكون من الدستور و السلطة السياسية والبنى الاجتماعية والاقتصادية والمنظومة القيمة ... الخ الحراك موال ايضا والجميع موال ولكن
تختلف الاراء حول سياسات الحكومة ومواقفها وكذلك تختلف الوسائل والمناهج . نختلف فيما بيننا في الرأي حول مسالة معينة ونتفق في مسائل اخرى ، فاختلفنا معهم حول وسائلهم وموقفهم من المقاطعة . هم ونحن نبتغي مصلحة الوطن ونبتغي مصلحة العشيرة ، مع كرهي ان اطلق على الشراكسة صفة العشيرة ، نحن لسنا عشيرة نحن اكبر من ذلك وابعد ، نحن امة مشتتة مبعثرة وفي الاردن نحن اردنيون من اصول قوقازية او شركسية او اديغة ، لا احب ان نختصر في كلمة عشيرة . اجتهد الحراك وحقق مكاسبا ومنيا بخسائر وهذه هي السياسة وكذلك نحن ولكن في المحصلة ماذا حققنا معا ؟؟؟ خلق الحراك حالة سياسية جديدة وانفتح على معظم التيارات السياسية الاردنية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، واعجبني تعليق للاخ باسل مولود حيث قال " اعترف الجميع بحقنا بالكوتا " نعم تلك تسجل فالبعثي القومي الذي ينكر غيره من قوميات اقر بحق الشراكسة الاردنيين بمقعد في دولة يعتبرها القومي العربي عربية ، وكذلك وقع الاسلامي على هذا الاعتراف وهو من يبغض فكرة القومية من اساسها . الحراك تطرف بمواقفه ولكن هذا لا يعني انه معارض للنظام ونحن تطرفنا باتجاه اخر وهذا لا يعني اننا نؤيد جميع سياسات الحكومة ، فلا اعتقد ان هنالك سياسي قد يتفق مع قرارات حكومة المأزوم النسور . اتهمنا كمجلس بالسحيجة لبعض السياسات الحكومية خاصة في معارضة الحراك حول الانتخابات ولهم الحق بذلك فهم يختلفون معنا في الرأي وبدورنا كلنا لهم الاتهامات بالتطرف والخروج ......... بعد قرار حكومة سيئ الذكر ( أي الرئيس ) بتحرير اسعار المشتقات ومن قبله اعتماد التوقيت الصيفي توقيتا موحدا وانكار التوقيت الرباني ( الشتوي ) حتى نحن من اتهمنا بالسحيجة لم نستطع ان نتفوه بحرف ... بعد الاحداث الاخيرة التي جاءت بعد تحرير المشتقات النفطية هرعت فئات متعددة لاستنكار الاحداث ( النتائج ) ولم يتطرق احد الى الاسباب واحد السياسيين قال لي " لماذا لا تصدرون بيانا تستنكرون فيه الاحداث " ، اجبته " رد الفعل غير السوي على فعل سوي في المحصلة هو فعل سوي وبكلمات ابسط ان صفعك احد فهذا فعل غير سوي وان رددت اليه الصفعة فهو فعل غير سوي ولكن بالمحصلة فالحدث طبيعي فلا نستطيع ان نستنكر النتائج ولا ننتقد الاسباب ، فاعذرني فنحن لسنا خيالات مآته " . لا اقول ان التخريب امر حسن لا بل انه غير صحي وعلينا عند دراسة هذه الظاهرة ان نبحث في اسبابها ، قطعا لم يكن المحتجون في حالة ملل وخرجوا الى الشارع للتسلية فخروجهم للاحتجاج كان رد فعل لفعل حكومي وفي غياب منبر حل مجلس النواب كان لا بد من النزول الى الشارع ....... قبل الحل كانت الحكومة تردد " اذهبوا الى المجلس " ولكن بغيابه اين سيذهب الناس ، قطعا الى الشارع وليس الى صالات السينما والنوادي الليلية للاحتجاج .......... الحكومة وضعت الجميع بمأزق ووضعت كذلك نفسها لا بل قد استغلت ايضا قرار المقاطعة بمكر ودهاء ، كيف ؟؟؟ لو لم يقاطع الانتخابات من قاطعها وقاموا بالتسجيل والحصول على بطاقات انتخابية لما تجرأت الحكومة على اتخاذ أي قرار ، ببساطة استخدم المقاطعون سلاح المقاطعة في غير موضعه وفي غير زمانه وكان الاجدر بهم التسجيل والتأهب واليكم ما كان سيكون . بعد قرار تحرير المشتقات النفطية كانت المعارضة تستطيع ان تستعيض عن الشارع بجملة واحدة فتاكة تسقط الحكومة خلال ساعات " تعليق المشاركة لحين التراجع عن القرار " ........ تخيلوا ذلك فهل كان النسور مدعي البطولة قد تجرأ على اتخاذ قرار كهذا ؟؟؟ فالحكومة تنمرت بعد غياب مجلس النواب وبعد قرار المقاطعة . اعود الى المجلس فقد قمنا بحث الاخرين للتسجيل للانتخابات ولكن لست مترددا بان اقول اننا قاب قوسين او ادنى من اعلان تعليق المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة وما زلنا ننتظر ونترقب ما ستسفر عنه الايام المقبلة ، اعلم اننا لن نحدث تأثيرا ولكن في النهاية تذهب الحكومات الى مزابل التاريخ وتبقى الشعوب والاوطان والمواقف .......... اخلص الى القول اننا في النهاية كلنا في مركب واحد وسواء حقق الحراك او المجلس او أي جهة شركسية فتلك المكاسب ستنعكس علينا جميعا وكذلك الخسائر ... في نهاية مرحلة صراع الافكار نشكر كمجلس الحراك وكل جهة شركسية ساهمت في خلق حالة سياسية فكرية حضارية وان تعدينا جميعنا باتهام بعضنا البعض ولكن في نهاية المطاف تلك السياسة فجمال الحياة في الاختلاف والتباين ........ وكذلك متعة السياسة في اختلاف الاراء . ليس هنالك معارضة مطلقة فالمعارضة للمواقف والسياسات اما مصطلح الموالاة فنحن لسنا موالين لسياسات خائبة ...... اما ان كانت الموالاة للنظام السياسي والوطن فالكل موال حراك ومجلس واحزاب واخوان ............... ان " ازمة المحكومية " وهي تراجع ثقة المواطن بسياسات حكوماته الخائبة اصبحت سمة تلمحها العين ويؤسفني ان اقول " ان كانت بداية عصر ديمقراطي جديد بحكومة كهذه فعلى هذا العصر الرحمة ونسأل للمجلس القادم المغفرة منذ الان " وللحديث بقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق