الحلقة الرابعة
بقلم : جانتي نور الدين
اصبحنا واصبح الملك لله ، توجهنا بسيارة الوكالة يوم 21 ايار وبمعيتي الزميل الصحفي علي العدوان الى منطقة السفارة الروسية وكان الترتيب جيدا جدا واصطف المشاركون في وقفة الصمت امام السفارة الروسية التي تغلق ابوابها يوم السبت وحمل المشاركون وهم باغلبيتهم من اعمار صغيرة يافطات باغلبها ضد اقامة اولمبياد صوتشي .
وفي الجهة المقابلة وقفت بعض وسائل الاعلام اضافة الى عدد من منظمي الوقفة ورجال من اجهزة امنية مختلفة بالزي المدني ، منظر جميل ونتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت الى صانع القرار في الكرملين !!!
تواجد جميع اصدقائي في الوقفة من مختلف الفئات العمرية من ابطال المناسبات والطامحين واولئك الذين يريدون العودة ، عقدت فضائيات عدد من المقابلات السريعة ، حتى وجدت من بين الحضور من هم ضد الوقفة ولكنهم وقفوا على اي حال ............
تباهى البعض بالتنظيم وحسن الختام وتنظيف الشوارع ففعلا نحن قوم حضاريون ولكن في النهاية لم نحضر ليشيد من اشاد بحسن تنظيمنا ولا باناقة التنظيم ، فاختصر الحدث كله بحسن تنظيمنا ( وكانك يا بو زيد ما غزيت ) الا ان كانت هناك تقارير رفعت الى جهات ما خارجية بان العمل قد تم وانجز ... اما على الصعيد المحلي الاردني فهذه حكاية اخرى .
حضرت سيارة الوكالة لتقلني الى مكاتبنا على دوار الداخلية فحضوري كان اولا بصفتي الاعلامية وثانيا بصفتي شركسيا اردنيا ، حتى ان احداهن لامتني لعدم دعوتها لمرافقتي وعزت ذلك الى رفضي الظهور معها في مناسبة عامة فاجبت انني ذهبت بصفة رسمية كمراسل صحفي للوكالة كما ان هذه المناسبة ليست مكانا مناسبا لاعلان مشروع علاقة انتهت بعد اقل من شهر .
ثمن الجميع حسن التنظيم والاخراج الرائع ولم يثمن احد الانجاز بل جاءت النتائج عكسية تماما من قبل المواطنيين وذلك كما اسلفت لسوء التوقيت وعدم وجود سياسة واضحة للمنظمين واعتماد سياسة ( الفزعة) فانتهت الامور عند ذلك .
تجنبا للاحراج قمت بكتابة خبر واعلم مسبقا انه لن يبث من قبل بترا حيث ان هذا الحدث يتعارض تماما مع سياسة الدولة الاردنية ونحن كوكالة جزء من الماكينة الاعلامية للدولة ولكن حفظ الخبر كخبر مقيد وارشف وبذات الوقت قمت ببث اخبارا من خلال المواقع الالكترونية التي لا تشكل مصدرا رسميا بالنسبة للدول الصديقة والشقيقة وسفاراتها لدى البلاط الملكي الهاشمي .
ساعود يوما الى الحديث عن الحراك القومي تفصيلا بسلسلة قادمة ، بذات الوقت وبعدها بايام عاد وفد الدوما من زيارته وهذه لها حكاية طريفة سآتي على ذكرها .
انتقل الان الى مقابلة فضائية نارت حيث اعتذر المنظمون عن المشاركة في اللقاء باستثناء الاخ عدنان مذهب وقمت شخصيا بتنسيب شخصية اقدرها واحترمها للمشاركة فاتصلت به القناة فوافق على الحضور وهو الباشا موسى ازوقة وسبق وان تحدثت عن هذا الرجل الرائع فكرا وعلما وسياسة .
كان الحر شديد فتوجهنا الى مبنى جمعية وادي السير حيث يصور البرنامج هناك وجلسنا قبل ذلك في رواق الجمعية مع المعد الاخ روزي بولاد وفراس فالنتين المدير التنفيذي في القناة وبخبرتي المتواضعه وجدت ان البرنامج لم يركز على المفاصل المهمة فقمنا برسم سيناريو للحلقة .
اتفقنا على التسخين خلال الجزء الثاني اما الجزء الاول يكون في العموميات والعرض التاريخي واخذت انا دور المعارض ولكنه كان بالاتفاق مع المشاركين وذلك لدفع الملل وفتح مجالات حوار جديدة واثارة اسئلة تستفز المشاهد نحو مزيد من البحث .
دافعت عن المنظمين وحقهم في ما ينوون القيام به ولم ادخل في تفاصيل وكواليس تلك الوقفة التي ذكرتها في هذه الحلقات وسسارت الامور بشكل جيد جدا وانتهت الحلقة واعتقد انها كانت ناجحة الى حد ما رغم الاتفاق المسبق على الادوار فاردنا ن تخرج بصورة جيدة .
الحديث يقود الى فضائية نارت وربما ساتناولها بالتفصيل منذ بدايتها مع عرض للوثائق والعمل الذي قام به الشاب نارت نغوي وبداية الفكرة في منزل قدم تبرعا من الاخ سلطان شكاخوا وما حدث بعد ذلك من اقصاء نغوي واستمرار مسلسل الاقصاءات حتى الان وعدم رغبة مالكي القناة من تحويلها الى شركة مساهمة عامة والية البث حيث ان القناة غير مرخصة رسميا اردنيا وانما تبث من الخارج وتقوم باعمالها هنا تحت مسمى شركة انتاج تلفزيوني وليس كقناة وهذا احد الاستثناءات الحكومية التي تمنح للشراكسة والكرم الاردني لنا كعشيرة مخلصة منتمية .
سأتحدث كثيرا عن قناة نارات والصعوبات التي تواجهها وجهود من يعملون بها اضافة الى المثالب عليها والماخذ والنقد الذي يوجه اليها ولكن في النهاية الله يعطيهم العافية الشباب ولكن عليهم ادارة الامور باحترافية اكبر ضمن الامكانات المتاحة .
قبل توجه وفد شراكسة الاردن الى اجتماع الدوما قامت الجمعية بذكاء بترتيب اجتماع عام للاستماع الى مطالب الشباب وربما لاحتواء حراكهم وكانت خطوة جيدة وسياسية ممتازة لامتصاصهم وبذات الوقت لاخماد مطالبهم ، كانت المطالب بغالبيتها غير منطقية ورومانسية واعتقد ان السيد رئيس الجمعية للانصاف كان اكثر عقلانية فهو خبير في هذه الامور المتعلقة بالوطن الام .
استمع قردن للمطالب وامر بتشكيل لجنة لصياغتها وتشكلت لجنة كان لمجلس النارتيين نصيب كبير فيها حيث ضمت ثلاث اعضاء من المجلس التي كنت انذاك ما زلت عضوا فاعلا فيه .
ان السيد قردن يعي اكثر من غيره قواعد السياسة والعلاقات مع الوطن الام بحكم زياراته المتكررة وخبرته في العمل العام والسياسي وسعة علاقاته واتقانه للغة الشركسية فكان عليه ان يحتوي الحراك وفعل باقتدار وحكمة وتلك نقطة تسجل له لانه حافظ على توازن العلاقة بين الشراكسة والفدرالية الروسية ،
اعتقد انني اختلف مع قردن في ادارته لموارد الجمعية وضعف فريقه ولكن الرجل على الصعيد الخارجي وعلى مستوى العلاقات الاردنية الروسية هو محترف وسياسي من الطراز الرفيع وانقذ الموقف وعمل الى الحد من الصورة السلبية التي كانت في طورالتشكل انذاك كما انه يعلم جيدا ان مصالح الشراكسة في الوطن الام تتطلب ضبط امور شراكسة المهجر .
عاد الوفد بعد زيارة موسكو وقام قردن الذي يتقن درسه جيدا بدعوة الى اجتماع عام لوضع العشيرة في صورة لقاء الدوما ونجح بامتياز في اقفال الموضوع والمحافظة على الوضع الراهن فكان سياسيا من طراز رفيع .
عند تشكيل لجنة الصياغة قبل سفر الوفد حدثت مناكفات داخل اللجنة على الصياغة وربما كانت تلك ايضا سياسة الهاء مدروسة فبدت الامور وكان كل التركيز انصب على لجنة الصياغة فتم ترك الامور الاكثر حساسية ، واعتقد ان السيد قردن لو تسنى له ان يعمل ضمن فريق مناسب في الادارة لقام بالشيئ الكثير وما اصابه النقد كما يحدث الان .
اذكر ان بعد استلامه رئاسة الادارة بشهر تقريبا جلست معه في مكتبه واستمعت الى برنامجه وافكاره التي ينوي القيام بها وكان برنامجا طموحا على الصعد كافة ولكن لم يساعده احد في تحقيقه اضافة الى ضعف امانة السر وعدم امتلاكها للمقومات اللازمة لذلك فضعف الادارة الان في جزء كبير منه يعود الى امانة السر ولكن ليس اما السيد قردن من بديل اخر واشير ايضا الى عدم الاخذ بمشورتي تشكيل مكتب اعلامي للجمعية يقوم باعمال التواصل الاعلامي والعلاقات العامة وتعظيم انجازات الجمعية .
كما تفتقر الجمعية الى لجان عصرية وحضارية فغالبية العاملين في لجانها يفتقرون الى الخبرة في العمل العام باستثناء لجنتي الطلبة والتكافل ولكن الاخيرة بحاجة الى اعادة بناء وتغيير في برامجها وعصرنة برامجها ورفع شعار التنمية المستدامة .
في الحلقة القادمة ساقوم بتناول موضوع الزيارة التطبيعية الى الكيان الصهيوني التي مرت مرور الكرام امام ادارة الجمعية وامانة السر تحديدا ولولا الصدفة لما كنا قد منعنا هذه الزيارة ..........
يتبع ........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق