كتبه جانتي نور الدين
كما اسلفت في الحلقة الاولى فقد فشل برنامجنا في انتخابات الجمعية التي عقدت خلال جولتين رافقتهما شائعات عديدة بتهريب النصاب واسقاط احد كشوفات الفروع ، المهم قضي على البرنامج داخل صندوق الاقتراع وبالتالي بالنسبة لي انتهت الى حد كبير رغبتي في الاستمرار كمدير تحرير للمجلة . بداية لم اتخذ قرارا قطعيا حول تقديم استقالتي وتريثت بعض الوقت حتى ارى تطلعات الادارة الجديدة وتصوراتها للمجلة وهل ينوون فعلا ابقائها بشكلها القديم ام ان هنالك تصورا واضحا لهم عما ستكون عليه وهل تطوير المجلة سيكون خطوة اولى باتجاه ايجاد ( ماكينة اعلامية ) للجمعية ، واذكر ايضا بان برنامجنا الانتخابي كان سيسمي ناطقا اعلاميا للجمعية في حال اجتزنا مرحلة صندوق الاقتراع سواء كنت انا ذلك الناطق ام غيري ... تقاربنا كفريق للمجلة مع الرئيس الجديد على الرغم من برودة العلاقة بيني وبينه بسبب الانتخابات وما رافقها من شائعات وتوتر بين القائمتين المتنافستين والهجوم الشديد الذي تعرض له اعضاء قائمتنا من بعض الفئات ، فالتقيت بمعية رئيس التحرير كمال ميرزا مع الرئيس الجديد في مكتبه بالجمعية وتبادلنا التصورات حول مستقبل المجلة وما يجب ان تكون عليه وللحق فان الرجل قدم جميع الامكانات وبدا متفتحا واثناء الحديث كنت اتساءل هل سيذهب بعيدا مع فريقه الحالي باماله وتطلعاته ، فان كان الرجل متفتحا ويرغب في العمل اعتقدت منذ البداية ان هنالك قوى شد عكسي ستعيده سيرته الاولى ، اتفقنا بعد اللقاء على تقديم تصور كامل للمجلة . وضع رئيس التحرير مشكورا دليلا اجرائيا لالية العمل ووثق جميع الافكار التي راودتنا خلال الفترة الماضية وتم تقديم الدليل الى الجمعية وهو الان محفوظ في ملف المجلة على احد الرفوف في مكتب امانة السر . كنت اتوجس ريبة من نوايا الادارة الحالية فان كان الرئيس متحمسا فان فريقه لا يشاركه الحماس نفسه ، فكان علينا التريث وكسب الوقت بالمماطلة لحين ان تنجلي الحقيقة . كان موسى باشا ازوقة رئيس قائمتنا قد نجح في الانتخابات وانسحب في اول جلسة الامر الذي ترك لدي انطباعا كبيرا ....... انني من اشد المعجبين بهذا الرجل واعتبره مثلا اعلى ، فموسى باشا يتمتع بسرعة بديهة وذكاء حاد اضافة الى كونه حاسما وحازما كما انني اعجبت باحاديثه كثيرا حتى انني مرة قلت له بعد الانتخابات " ان كنت افتقد شيئا فانني افتقد احاديثك فاصبحت من المدمنين عليها " تعلمت من هذا الانسان كثيرا ولليوم اشهد انه من اذكى الشخصيات التي التقيتها ليس على صعيد الشراكسة وانما على صعيد الاردن ...... انسحاب الباشا جعلني مترددا في الاستمرار فمن قادنا تلك الفترة تنحى وانسحب احتراما لبرنامج انتخابي فمن انا لاستمر !!!!!!! وعلى هامش حديثي عن موسى باشا بذات الوقت عتبت على المهندس حسين اسحاقات الذي لم ينسحب ، ربما كان مرشحا لمنطقته وعائلته فكان التصاقه بكرسي الادارة اكبر من ايمانه ببرنامجه الانتخابي وعموما تمنيت له التوفيق انا وصحبي ومن سيحكم على موقفه التاريخ وليس اي احد منا . اعود الى المجلة حيث قام كمال ميرزا وفراس تحبسم بتوزيع الاف الاعداد القديمة المكدسة منها في رحلة يقيمها فرع جرش ، ربما عملية سوء التوزيع والبيع كانت من احدى المشكلات التي واجهت مجلة نارت خلال 10 سنوات مضت ، فلم تكن المجلة توزع وانما كانت تطبع وتخزن وكان التوزيع من اهم محاور التصور الذي وضعناه . دخل فصل الشتاء ومضت شهور من عمر الادارة الجديدة ولم اجد شخصيا اي مبادرة جادة من هذه الادارة في الموضوع الاعلامي فكان لا بد منهم طرح موضوع الموقع الالكتروني البائس واستكمال المشروع الذي وضعته الادارة السابقة لتطوير الموقع حيث كنت احد المطلعين على الموقع الذي صممه الاستاذ هاني هاكوز واذكر انني زرته بوقت سابق ورافقني رئيس التحرير الى منزله حيث عرض علينا الموقع الجديد واعجبت بالتصميم انذاك فكان ممتازا ويفوق الموقع القديم كما انه اشتمل على ابواب متنوعة وللحق اقول لو تبنت الادارة الحالية المشروع واطلق لكان نقطة تحول وربما انجازا لصالحها ووفر عليها النقد بتوفيره نافذة جيدة لها للاطلال على المجتمع الشركسي ، كان هاكوز قد وضع مشروعا كاملا شاملا باشراف الادارة السابقة . اضيف ايضا رغبتي التي نقلتها الى الجمعية بضرورة التفكير بانشاء مكتب اعلامي وتسمية ناطق اعلامي لما للاعلام من اهمية قصوى وهنا اذكر مقولة اكررها اثناء تدريبي لفنون العمل الصحفي في مركز التدريب الاعلامي في وكالة الانباء الاردنية ردا على اسئلة المتدربين حول لماذا لدينا وكالة حكومية في عصر العولمة فاجيبهم " تستكثرون على الحكومة اداة اعلامية في الوقت الذي اصبح لكل شركة مكتب اعلامي لا بل حتى محلات الخضار اصبح لها ناطقا باسمها " فلا بد بنظري ان يكون للجمعية ناطقا اعلاميا ومكتبا اعلاميا متكاملا . اعدت تلك الفترة حساباتي وارتددت الى فكرتي الاولى بان هذه الادارة عاجزة عن احداث اي تغيير في المجال الاعلامي لا بل كذلك تفتقد الارادة الى ذلك وليس لديها الرغبة خاصة ان تشكيلة الادارة تفتقر الى اي شخص له خبرات في مجال الاعلام وغالبية الاعضاء من الشخصيات التقليدية لا اقصد بلباسهم وانما بطريقة تفكيرهم ، فوصلت الى نتيجة ان ما تريده الادارة لن يتعدى مجلة حائط وجاءت الادلة تباعا وهذا ما ساتحدث عنه لاحقا . ممرت في ظروف عاطفية في تلك الفترة ساعدت ايضا في تسريع قراري بالاستقالة من المجلة فبالنهاية انا انسان يتاثر بالمشاعر الايجابية والسلبية. خلال الشهور الاولى من عمر الادارة بدأت ايضا الخلافات تظهر بين المجلس العشائري والجمعية ففي احدى الايام عقد لقاء بالجمعية وكان الاول بعد حادثة العريف فراس ولم تكن الجمعية على علم بهذا اللقاء فيومها اتصلت بامين السر فكان في زيارة بجرش !!!!!!!!!!!! كان هذا مؤشر على وجود خلافات بين الطرفين وسرعان ما ستزداد وهذا ما حصل بعد ذلك .......... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق