
المحامي ايوب مراد جنب
"كان في ماضي الزمان ملكاعظيم الشان شديد البأس يحكم بلاد واسعه صاحب سلطة وجاه تأتمر بأوامره الجيوش ويسود حكمه في البلاد والعباد يملك القصوروالنساء وخزائن الاموال وينعم باللهووالملذات يحف به الحرس والعبيد و يرتدي الحرير المرصع بالماس والذهب . طلبه مجاب وحكمه مطاع .لكن هذا الملك رغم كل ما يملك من مال وجاه ونساء وملذات كان حزينا مقبوض النفس ضيق الصدر لم يشعر بالسعاده في يوم من ايام حياته . فأمر حراسه يوما ان يجمعوا له المستشارين والحكماء والعرافين واهل الرأي في بلاده ليعرض عليهم حاله هذه. وقد تم ذلك حيث اجتمع بهم وطلب منهم ان يجدوا له حلا ومخرجا لمشكلته وانه (يتمنى ان يكون سعيدا). امتثل المستشارين والحكماء لذلك الامر واجرى الاطباء الفحوصات النفسيه والجسديه اللازمه لذلك . وتدارس الحكماء والعرافين طلب الملك فيما بينهم ووصلوا الى حل وعلاج شافي لمشكلته يجعله سعيدا طيلة حياته وفي اليوم التالي التقوا بالملك في قصره وقال له كبير العرافين ياسيدي الملك لقد توصلنا الى الحل لمشكلتك والحل بسيط جدا وهو (ان تأمر حراسك بأن يحضروا لك اسعد انسان في الدنيا وان تلبس حذاؤه لمدة اسبوع فتصبح بعدها اسعد انسان في الدنيا ) فرح الملك فرحا كبيرا بهذا الحل وامر الحرس والجيش على الفور ان بجوبوا البلاد بأكملها من شرقها الى غربها وان يبحثوا عن اسعد انسان و يحضروه الى قصره فورا. انتشرت الجيوش في البلاد تبحث عن اسعد انسان وبعد فتره وجدوا شخصا بسيطا حافي القدمين يرتدي ملابس رثه يحمل فوق كتفه فأسا ويحمل في يده كيسا فيه طعام يسير في احد الحقول يغني فرحا. فأوقفوه وسألوه : هل انت اسعد انسان في الدنيا ؟ فأجاب نعم انا اسعد انسان في الدنيا . فحملوه على ظهور خيولهم واسرعوا به الى الملك حيث ادخلوه اليه وكان الملك جالسا على عرشه يرتدي الملابس المزركشه المرصعه بالماس والجواهر و يلبس حذاء مصنوع من الحرير مرصعاً بالذهب وعندما مثل الرجل امام الملك نظر اليه الملك فكانت ملابسه رثه وكان الفقر باد عليه الا ان وجهه كان يشرق بالسعادة والفرح وكان السرور يملأ صدره فسأله الملك : هل انت اسعد انسان في الدنيا ؟ فأجاب الرجل : نعم ياسيدي الملك انا اسعد انسان في الدنيا فنظر الملك الى قدميه فوجده حافيا وقال له : اين حذاؤك ايها الرجل ؟ قال الرجل انا ياسيدي الملك فقيرا لا املك مالا لاشتري حذاء لي فأسير في البلاد حافيا ...
صعق الملك من ذلك وقال اعجب لهذه الدنيا كيف ذلك الفقير الذي لا يملك حذاء يملك سعادة كل الدنيا وانا الذي املك كل الدنيا وألبس حذاء من الحرير المرصع بالذهب لا املك شيئا من السعاده .......
ان المغزى من هذه الحكايه كبير جدا فالسعاده تنبع من الذات ولايمكن ابدا ان تحصل عليها من الاخرين او تجدها عندهم. السعاده لا تطلب ولا تشترى ولا تأخذ بالقوه ولا تعطى فالسعاده تنبع من الذات وهي موجوده بداخل الانسان نفسه واي انسان يستطيع ان يصنع السعاده من (مواده الاوليه)
فهي لاتوجد في السوبرماركت ولاتوجد خلف مقود سيارة فارهه ولا توجد في حقيبة سمسونايت محميه بارقام ولاتوجد في محافظ النقود ولا على الشواطئ والجزر .ولا ولا ولا
السعاده سراً صغير مدفون في ذاتك البشريه لايحتاج لأكثرمن اصابع ناعمه تنبش عنه بعض التراكمات .
لوكانت غير ذلك لامتلكها الملك وما بحث عنها في حذاء رجل فقير .
المحامي ايوب مراد جنب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق